الجمعة 7 أبريل 2023 | 01:17 م

"مصر الآن" تحاور أحد المنقبين عن الآثار: الدجال طلب مني طفل قربان للجن وأنا رفضت ورجعت لعقلي

شارك الان

خبير علم النفس: 63% من المصريين بيؤمنوا بالخرافات والدجل والشعوذة.

خبير أمني: التنقيب عن الآثار أصبح هوس عند الناس خاصة في محافظات الصعيد. 

 قانوني يوضح لـ"مصر الآن": عقوبات التنقيب عن الآثار قد تصل إلى المؤبد والإعدام.

 

التنقيب عن الآثار أو رحلة البحث عن المساخيط عالم خفي لا يعلمه الكثير من أجل البحث عن الثراء السريع تحت سيطرة الدجالين أو  المشعوزين أو  ما يطلق عليهم بالشيوخ،  ولكن هذا الطريق ملئ بالدم والغدر والخيانة فمن أجل المال قد يضحي عديمي الرحمة بابنائهم أو أطفال آخرى ما يطلق عليه "الطفل الزهري" وتقديمه قربان لفتح مقبرة الآثار الكثير من التفاصيل والخفايا  في عالم التنقيب عن الآثار تكشفه مصر الآن في السطور التالية:

أحد الأشخاص الذي كان لهم تجربة مع الدجالين في التنقيب عن الآثار يروي حكايته لـ"مصر الآن". 

كشف أحد الأشخاص الذي كان لهم تجربة مع الدجالين في التنقيب عن الآثار  في محافظة أسيوط في حوار خاص مع مصر الآن ورفض ذكر اسمه لحساسية موقفه قائلًا.. "الدجالين كلهم نصابين مفيش حد صادق انا مشيت سنين وأيام في التنقيب عن الآثار ضيعت فلوس كتيير وفي الآخر كل نصب لأن معروف عندنا في الصعيد لما يجوا يفتحوا مقبرة فرعونية لازم يكون في شيخ موجود هما بيقولوا عليه شيخ بس هو ولا شيخ ولا حاجة دا دجال وساحر وبيسموه بشيخ العزيمة والعزيمة يعني قراءة الطلاسم واستحضار الجن وفي طرق كتيرة لاستحضار الجن اشهرها الدماء وغالبًا ما تكون دماء طيور او حيوانات وفي بعض الأحيان يطلب دماء أطفال". 

الدجال طلب مني انه طفل قربان للجن وأنا رفضت ورجعت لعقلي علشان روح طفل برئ.

أضاف  بأنه  توقف عن التنقيب عن الآثار عندما طلب منه الدجال بأن يذبح طفل ليس من أولاده.. "مفوقتش من الغيبوبة اللي كنت فيها وجريي وراء الدجالين للتنقيب عن الآثار غير لما طلب مني الدجال أن الرصد مش هيتفك غير بذبح طفل عندها أنا رفضت تمامًا وقولت كفاية لغاية كده كله نصب في نصب كفاية الفلوس اللي أنا خسرتها مش هكون سبب في قتل طفل ملهوش أي ذنب" وكشف عن شخصية هذه الأطفال قائلا...  "الدجالين بيسموا الطفل اللي بيقدموه قربان للجن بالطفل الزهري بيكون معروف عند الدجالين والمشعوزين وغالبًا الطفل دا بيكون مخطوف".

"لكل شيخ وليه طريقه".. مصر الآن في العالم الآخر للبحث عن المساخيط.

وكشف أحد الأشخاص الذي كان له تجربة في التنقيب عن الآثار بأن  فتح المقابر الفرعونية والبحث عنها لها العديد من الطرق قائلًا... "لكل شيخ وليه طريقة فيقوم الدجال بالتواصل مع الجن وتسخيره وبعد ذلك يطلب منه تحديد المكان الذي يتواجد به المقبرة والتحديد يتم في أيام معينة وفي بعض الحالات يطلب الجن أوالشيطان المسخر قربان مقابل أن يدله على هذا المكان والقربان غالبيتها تكون دم أغلبها من دماء الطيور بمواصفات خاصة أو الحيوانات وفي بعض الحالات بيكون دم إنسان والذي يطلق عليه الطفل الزهري وبعد ذلك يقوم بوضع أربع أحجار على شكل مربع كل حجر مكتوب عليه اسم من أسماء الجن ويتم ذبح الضحية ووضع الدم على الأحجار وذلك لإلهاء الجن الذي يحرس المقابر الفرعونية والاستيلاء عليها طبعًا كل الحاجات دي اكتشفت انها في الآخر نصب في نصب".

وليد هندي:  63% من المصريين بيؤمنوا بالخرافات والدجل والشعوذة.

كشف الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية في حوار خاص مع مصر الآن حول الدجل والشعوذة وعمليات التنقيب عن الآثار مؤكدًا بأن 63% من المصريين بيؤمنوا بالخرافات والدجل والشعوذة منهم 11% من المثقفين والرياضيين وذوي المناصب العليا، وأضاف هندي بأن مصر فيها ما يقرب من 300 ألف دجال ومشعوذ يعني في دجال لكل 233 ألف مواطن مصري طبعًا النسبة دي مش موجودة في الأساتذة الجامعيين، كما أن الدجل والشعوذة متواجد بصورة كبيرة لدى العرب ففي عام 2008 كشفت شبكة الأخبار العربية بأن العرب بينفقوا 30 مليار جنيه سنويًا على الدجل والشعوذة كما أن50% من الستات بيؤمنوا بالقدرة على حل مشاكلهم بالسحر والشعوذة والأمور الغربية.

وليد هندي:  التنقيب عن الآثار جزء لا يتجزأ من عمليات الدجل والشعوذة.

أكد الدكتور وليد هندي في حواره مع "مصر الآن" بأن التنقيب عن الآثار جزء لا يتجزأ من عمليات الدجل والشعوذة التي يقتنع ويؤمن بها الكثير من أجل الوصول إلى الثراء السريع بعد أن يوهمه الدجال بأنه سيخرج له الذهب أو الآثار بواسطة الجن ويوهمه بكلامه وطريقته وبعد ذلك يطلب منه كيفما شاء حتى لو طلب ابنه مش هيتأخر عن، وأوضح هندي بأن تصديق الدجالين والمشعوذين له العديد من العوامل وهو ما سنتناوله خلال السطور التالية:   

1- كل واحد فينا جواه مشعوذ صغير فبالتالي لما يجي يكبر لما تواجه مشكله يلجأ لمشعوذ أكبر يحلله المشكلة أو بيؤمن بكلامه وذلك بسبب أنماط التنشئة الإجتاعية واحتواءها على العديد من الغيبيات مثل "العفريت أبو رجل مسلوخة أوضة الفئران، الواحدة لما تيجي تتجوز ومتخلفش بيعملولها مشاهرات ولما تيجي تخلف يعملولها أسبوع والسبع حبات ودق الهون طقوس شعبية وخمسة وخميسة والعلامة الزرقاء" كل الحاجات دي بتخلي جوه الإنسان تفكير خرافي ويؤمن بالحاجات دي. 

2- عدم ربط السبب بالنتيجة ودا بيؤدي لقناعة الإنسان بالسحر والشعوذة يعني احنا مثلا لما نشوف البرق والرعد نفضل نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ده تفكير خرافي وكأن السماء غضبانة ما فيش تفكير علمي للأشياء ما فيش ربط سبب بالنتيجة واستشهد الدكتور وليد هندي قائلًا.. "كان بيجي لنا زمان واحد في مركز العلوم والتكنولوجيا في السعودية كان بيقول إنه ساحر وجايب معاه حلة فاضية ويقول إنه هيحطها على النار فتكتب أسم الأول على المدرسة مثلًا، فكنا بنرد عليه إن دا لا سحر لا شعوذة دي مادة صبغية بلون الحلة موجود تحتها كلام فلما الحلة بتتعرض للبخار المادة دي بتختفي ووبيظهر الكلام اللي كان مختفي ودا هو ربط السبب بالنتيجة". 

3- التفكير الخرافي والموروثات الشعبية وانعدام التفكير العلمي دا سبب لصناعة الموروثات الشعبية والتفكير الخرافي وصناعة الأساطير وسيطرة القوى الخفية حتى في الأدبيات بتاعتنا زي الخضرا الشريفة وأبو زيد الهلالي وألف ليلة وليلة، والمشايخ والأضرحة وعندنا بلد زي سوهاج فيها 366 ضريح، طبعًا الموروثات الشعبية أعطت للحاجات دي قداسة وخلط الدين ببعض الأمور الدنيوية. 

4- وسائل الاعلام لها دور فعال في الإيمان والتصديق بالدجل والشعوذة ودا اللي شوفناه في برامج كامله زي برنامج ريهام سعيد كانت بتحض على الدجل والشعوذة وتبرز قيمته فنمت عند الناس الدجل والشعوذة بالإضافة إلى التكنولوجيا الحديثه وصفحات الإنترنت وقنوات اليوتيوب التي تساند وتدعم المشعوذين والدجالين.

5- الصدفة في بعض الأحيان بتخلي عند المشعوز مصداقيه ودا بيخلي الناس تلجأله، بالإضافة إلى الوسائل التي يستخدمها المشعوذ زي الشمع الأحمر والبخور والإناره والإضاءة بطريقة معينه كل هذه الأمور تؤدي لدى الآشخاص قناعة بالمشعوذ  والسيطرة  النفسية لمصداقيه هؤلاء الأشخاص ويلجأوا للمشعوذ ووجود الدافعية عند الإنسان اللي هو مؤمن بالدجل والشعوذه بس نتيجه التنشئة الاجتماعية والثقافة والتفكير الخرافي وعدم ربط السبب بالنتيجة بالإضافة الى شخصية الساحر يكون لديه ذكاء ودهاء يستطيع ان يفعل سيطره نفسية على الشخص الذي أمامه. 

وليد هندي لـ"مصر الآن": احتياج الإنسان لحاجة معينة تجعله يذهب إلى الدجالين والمشعوذين.

كشف الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية خلال حواره مع "مصر الآن" بأن هناك أسباب مترسخة في البناء النفسي للناس وإحداث قناعات مع تدني مفهومتها مع تواجد عامل مفجر وهو احتياج الإنسان لحاجة معينة دا بيحرك الإنسان إنه يذهب إلى مشعوذ مثلًا الرغبة في الزواج والرغبة في الإنجاب والحفاظ على الزوجة أو الزوج، البحث عن الاثار للكسب السريع كل دي أمور بتجعل الإنسان فينا بيلجأ الى المشعوذ وهو بعيد كل البعد عن تفسير الأمور المنطقيه نتيجه غياب أحكام العقل وأحكام المنطق وده ممكن يولد جيل بيؤمن بالجهل والخرافات مع ضعف الوازع الديني لأن الآية القرآنية واضحة وصريحة... "إنه لا يفلح الساحرون".

الزيات لمصر الآن: الدجالين والمشعوزين عبدة شياطين ويقدمون الأطفال قربان للشياطين.

قال اللواء عمر الزيات الخبير الأمني في حوار خاص مع موقع مصر الآن عن واقعة اغتصاب فتاة صغيرة على يد دجال أتى به والدها للتقيب عن الآثار أسفل منزله بالجيزة قائلًا.. " 90% هياخد إعدام لأنه قضية التنقيب عن الآثار اقترنت بقضية آخرى وهي الإتجار في البشر لأن الضحية لازالت طفلة صغيرة" ووصف بأن الدجالين الذين يطلبون الأطفال في البحث عت والتنقيب عن الآثار بأنهم عبدة شياطين ويقومون بتسخير الشياطين ويقومون بتقديم الأطفال في صورة قرابين للشياطين الحاجات دي موجودة عند عبدة الشياطين والماثونيين.  

اللواء الزيات: التنقيب عن الآثار أصبح هوس عند الناس خاصة في محافظات الصعيد.

أضاف اللواء عمر الزيات بأن التنقيب عن الآثار هي تجارة مربحة جدًا بالإضافة إلى أنها مطمع ناس كتيير وذلك من أجل الغناء الفاحش والغناء السريع ويتم بيعها لناس معينه،والبحث عن الآثار أصبح هوس عند الناس خاصة في الأقاليم  للثراء السريع ويحدث في بعض الحالات التنقيب عن الآثار الوصول إلى التماثيل ولكن بمجرد التنقيب عن الآثار يتم القبض على المنقبين لأن التنقيب جريمة يعاقب عليها القانون، وغالبًا ما تكون حالات التنقيب عن الآثار في معظم مناطق الصعيد أو ما يطلق عليها مصر العليا وهي محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج والأقصر وأسوان وذلك لأن الفراعنة تواجدوا في هذه المناطق لفترة طويلة.

الزيات لمصر الآن: الآثار ملك للدولة حتى لو أسفل منزلك مثل البترول.

وكشف اللواء عمر الزيات خلال تصريحه الخاص مع مصر الآن بأن الآثار ملك الدولة وليست ملك الشخص الذي وجد هذه الآثار في منزله أو أسفل منزله، ويجب عليه عند إيجاد هذه الآثار سواء بطريقة الصدفة أو بطريق التنقيب يجب عليه تسليم هذه الآثار إلى الدولة مش معنى إن هي تحت بيته أنه يحفر زي ما هو عايز ويبحث زي ما هو عايز ويتم تسليم هذه الأشياء لهيئة الآثار لأنها ملك الدولة لأن كل ما في باطن الأرض زي ملك الدولة زي البترول والغاز، وفي حالة وجود تحريات تفيد قيام بعض الأشخاص بالتنقيب عن الآثار في مكان معين يتم أخذ الإذن من النيابة ويتم توجيه قوة أمنية إلى محل البلاغ وضبط الأشخاص والأدوات المستخدمة في الحفر ويتم تحويلهم إلى النيابة العامة.

اللواء الزيات يكشف عن مشاركته الشرطية للقبض على المنقبين عن الآثار.

وأضاف الخبير الأمني خلال حواره مع مصر الآن بأنه في حالة ضبط قطع أثرية أو يشتبه في أثريتها سواء أكان عند القبض على المنقبين عن الآثار أو تم ضبطها في أحد الأكمنة أو الدوريات الأمنية أثناء تهريبها، في هذه الحالة يتم تحريز القطع الأثرية المضبوطة واتخاذ الإجراءات القانونية وبعد ذلك يتم عرض المضبوطات على الأدلة الجنائية لتحديد إذا كانت هذه القطع أثرية أم هي تقليد وبعد ذلك يتم محاكمة الشخص المضبوط أو المتهم بالتنقيب عن الآثار.. "طبعًا أنا مريت ببعض وقائع التنقيب عن الآثار أثنائ خدمتي في محافظة الأقصر فأنا كضابط شرطة بكتب مواصفات المضبوطات والتماثيل المضبوطة هل هي من الذهب أم مصنوع من الجرانيت ولا من حجر جيري أو حجر اللابتسر وبعد ذلك الأدلة الجنائية هي التي تحدد هل هذه قطع أثرية أم قطع مغشوشة".

قانون حماية الآثار

كشف المستشار وليد سليم الخبير القانوني في حوار خاص مع موقع مصر الآن بأن هناك قانون لحماية الآثار  رقم 117 لسنة 1983 والمعدل برقم 91 لسنة  2018 وتم وضعه لمواجهة أطماع هؤلاء الأشخاص الذين يبحثون عن الآثار من أجل تهريبها إلى الخارج مقابل أموال طائلة، كما نصت المادة "49" من الدستور المصري على أن "تلزم الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها ورعاية مناطقها وصيانتها وترميمها واسترداد ما استولي عليه منها وتنظيم التنقيب عنها والإشراف عليه، كما تحظر  إهداء أو مبادلة أى شئ منها، وأن  الاعتداء عليها والاتجار فيها جريمة لا تسقط بالتقادم".

خبير قانوني يكشف عن عقوبة التنقيب عن الآثار طبقًا للمادة "42".

وأوضح الخبير القانوني بأن المادة 42 من قانون العقوبات نصت على أن.. "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد على سبع سنوات وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه كل من: سرق أثرًا أو جزءًا من أثر مملوك لدولة أو قام بإخفائه أو اشترك فى شىء من ذلك، بينما يرى الخبراء أن العقوبة لم تعد تتلاءم مع جرائم التنقيب عن الآثار".

خبير قانوني لمصر الآن: عقوبات التنقيب عن الآثار قد تصل إلى المؤبد والإعدام.

وأكد وليد سليم الخبير القانوني في حوار خاص مع "مصر الآن" بأن العقوبة قد تصل إلى السجن المؤبد في حالة إذا نجح المتهمين من خلال النبش والتنقيب فى استخراج قطع أثرية ففى هذه الحالة تقترن جريمة التنقيب بجريمة أخرى وهى الاتجار فى الآثار، وقد تصل إلى الإعدام في حالة اقتران التنقيب بجرائم آخرى مثل ذبح طفل كقربان لرصد المقبرة الفرعونية أو ماحدث في الواقعة الأخيرة بالجيزة وقيام الدجال باغتصاب طفلة المنقب عن الآثار ففي هذه الحالة اقترنت جريمة التنقيب عن الآثار جرائم آخرى.