"توفيق" ترك اللعب وسلك طريق العناء لمساعدة أسرته فعاد إليهم قتيلًا
أربعة أيام وقرية بحالها تبحث عن ابنها توفيق الطفل الذي لم يبلغ سوى الـ 12 عام فقط فهو لا زال في المرحلة الابتدائية فمن في سنه يلهون ويلعبون في الشارع كباقي الأطفال ولكن كتب عليه القدر بأن يتحمل المسئولية وهو لا زال في مرحلة طفولته وفجأة اصطدم بواقع الدنيا المرير والذئاب البشرية التي تنهش قلوب الأبرياء وتسيل دماءهم.
خرج توفيق كعادته كل يوم ليعمل على مركبته التي يستأجرها بعد يوم طويل في المدرسة فهو لا زال يدرس في الصف السادس الابتدائي عاد إلى منزله وتناول الغذاء وخرج يبحث عن رزقه تاركًا خلفه أحلام الطفولة وأوقات الطفوله التي يعيشها الكثير ممن في سنه ولكنه اختار بأن يكون سندًا وعونًا لأسرته لمواجهة غلاء المعيشة.
جاء ميعاد انتهاء عمل توفيق "وردية التوك توك" ولكنه لم يعد مضت الساعة تلو الآخرى والأم والأب يعيشون لحظات وساعات من الخوف والقلق على فلذة كبدهم فإنه لا يزال طفلًا، ظل الأب والأم ومعهم أهل القرية يبحثون عن توفيق لما له من سمعه طيبة بين أهل قريته ولن يتأخر على أحد منهم في يوم من الأيام إذا طلبه بأنه يوصله إلى أي مكان.
مر اليوم الأول والجميع يبحث عن توفيق ومركبته فاختفوا وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم حرر والده محضر بقسم الشرطة بتغيب نجله مرت الأيام وكأنها سنوات على الأم التي لا تعلم أي شئ عن فلذة كبدها أربعة أيام وهم يبحثون هنا وهناك وفي القرى المجاورة ويسألون عنه هذا وذاك ومعهم الشرطة ولكن من دون طائل إلى أن جائت الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة وكانب أسود لحظات في حياة أم توفيق.
كانت أم توفيق تجلس أمام منزلها تنتظر الصباح لتكمل مسيرتها في البحث عن فلذة كبدها وقبل أن تضئ أنوار الصباح قريتهم جاءها أسود خبر في حياتها.. "لقينا ابنك مقتول ومرمي في بحر النزلة" عندها سقطت الأم على الأرض وكأن الدنيا صفعتها صفعة ستحزن عليها ما تبقى من عمرها، وجدوها طفلها قتيلاً من أجل حفنة من الأموال التهمته الذئاب البشرية وتركته جثة هامدة لشراء كيفهم.
وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية بأن شخصين قاما باستدراج الطفل من أمام مستشفى أطسا المركزي يوم الاثنين الماضى لتوصيلهم الى قرية أبو النور وبعد ذلك اختفى الطفل، حتى عثر على جثتة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة فى بحر النزلة بمركز يوسف الصديق.