خاص.. ما هو دور أمريكا وروسيا في الصراع الدائر في السودان؟.. خبير يجيب
كشف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الصراع الدائر في السودان حاليًا، يجعل السودان محل تجاذب بين القوى الكبرى.
وحول أوجه الشبه والاختلاف بين الصراع في السودان وأوكرانيا، أكد فهمي في تصريحات خاصة، أن الحالة الأوكرانية مختلفة تمامًا عن الحالة السودانية، لافتًا أن أوكرانيا دولة مركزية كبرى، ولا تعاني من مشاكل عرقية أو دينية، ولها خصوصية وهي دولة متقدمة، وكانت في التجمع الاقتصادي العالمي، ومصنفة عسكريًا واستراتيجيًا، وكانت تمتلك أسلحة نووية، وتربطها علاقات قوية مع دول أخرى، وحتى لو انفصلت عنها بعض الأقاليم فهي دولة قوية ونسيجها واحد.
وأضاف فهمي، أن السودان مختلفة لأنها انفصلت إلى دولتين قبل سنوات، وبها مشاكل منها الانفصال بسبب النزاعات الداخلية في الشرق، وكذلك المواجهات التي دارت في دارفور، وهذا يعني أن السودان يتفتت إلى أقاليم متعددة، منوهًا أن القوى الكبري في أوكرانيا هي روسيا وتنافسها الولايات المتحدة الأمريكية، بينما في السودان هناك عدة قوى منها أمريكا وبريطانيا، وكذلك من الممكن أن تتدخل روسيا إذا تطور الصراع، فضلًا عن وجود قواعد عسكرية في المحيط منها قواعد ألمانية وفرنسية، بالإضافة إلى القوى الإقليمية منها السعودية والإمارات.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن هناك قواسم مشتركة في الحالتين السودانية والأوكرانية، منها أن هناك قوى كبرى تتصارع، وكذلك سيكون هناك فكرة المقايضة، وتبادل المصالح والنفوذ، هذا بالإضافة إلى فشل مجلس الأمن في التوصل إلى حلول في الحالتين، لافتًا إلى أن دور الاتحاد الأفريقي غائب في أزمة السودان، وكذلك الاتحاد الأوروبي فشل في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، وكذلك فشل الناتو في المواجهة.
وشدد فهمي، على أن هناك صراعات دولية حول مناطق النفوذ الكبرى ومصادر هذه المناطق، فأوكرانيا لديها نووي ومصادر اقتصادية كثيرة، وكذلك السودان تمتلك الذهب والألماس وكونها مدخل للقرن الأفريقي.
كما كشف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن وجود وساطة مباشرة واتصالات إسرائيلية وتركية، لإنهاء النزاع الدائر في السودان بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وأكد فهمي في تصريحات خاصة لـ"مصر الآن"، أن إسرائيل قامت باتصالات مباشرة مع قائد الجيش السوداني البرهان، ومع دقلو قائد قوات الدعم السريع، من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع ووقف القتال بين الطرفين، منوهًا أن تركيا أيضًا قامت بنفس دور الوساطة، عن طريق وزير خارجيتها الذي أكد توجه نائبه خلال الأسبوع المقبل إلى الخرطوم من أجل عرض الوساطة التركية.
وأوضح فهمي، أن إسرائيل تحاول أن تقوم بالدور الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة لإنهاء النزاع، ولكنها لن تستطيع إكمال هذا الدور، لأن أمريكا لن تسمح لأي دولة أن تقوم بدورها، وهي الوحيدة القادرة على وقف هذا القتال، منوهًا أنه حتى هذه اللحظة لم تتخذ أمريكا قرارًا بحل الأزمة، وأن جلسة مجلس الأمن التي عقدت خلال الأيام الماضية بشأن الصراع في السودان كانت شكلية، وأن أمريكا لم تدعو لجلسة فعلية لوقف القتال.
وحول الدافع ورا المحاولات الأمريكية بسرعة إجلاء رعاياها، أكد فهمي، أن البعض يفسر هذا الأمر بأنه مؤشر للتدخل العسكري في السودان، موضحًا أن الأمر ليس كذلك ولكن أمريكا تحاول إجلاء رعاياها خوفًا عليهم وليس من أجل التدخل العسكري.
وعن موقف روسيا مما يحدث في السودان، أكد أستاذ العلوم السياسية، أن روسيا تتابع ما يجرى عن كثب ولكنها لم تتدخل في شيء حتى الآن، لافتًا إلى أنه في نفس الوقت تحاول روسيا التواجد في الرن الأفريقي، وقامت بالاتفاق على تدشين قاعدة عسكرية من قبل في السودان، ولكن تم وقف الاتفاق في 2018.
وأوضح فهمي، أن قوات فاغنر الروسية غير مستبعد تدخلها إذا تطورت الأمور، خاصة أن روسيا تحاول استكمال فرض نفوذها في أفريقيا، وتسعى إلى أن تتواجد في نفس المحيط الذي تسعى أمريكا إلى السيطرة عليه، وهو ما سيجعل السودان منطقة صراع للنفوذ بين الوى الدولية والإقليمية.