جامعة الدول العربية تدعو للوقف الفوري للأعمال القتالية بالسودان
أصدرت جامعة الدول العربية القرار رقم 8913، الصادر عن اجتماع مجلسها في جلسته المستأنفة، التي عقدت أمس الاثنين، برئاسة مصر، بشأن تطورات الوضع فى جمهورية السودان، حيث دعت إلى الوقف الفوري لكافة الأعمال القتالية، دون قيد أو شرط، وتعزيز الالتزام بالهدنة، سعياً نحو عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوداني، والحفاظ على مكتسباته وسلامة الدولة السودانية ومؤسساتها ومنشآتها.
وأدانت الجامعة العربية، بأشد العبارات استهداف المدنيين والمنشآت المدنية وبخاصة الطبية منها، وقتل المدنيين أيًا كانت جنسياتهم، والتحذير من مغبة وتداعيات تلك الأعمال التي تؤدي إلى زيادة حدة الصراع، وتعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، كما طالبت بالحفاظ على حرمة البعثات الدبلوماسية وسلامة وأمن الأطقم العاملة بها، اتساقا مع اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية لسنة 1961 والتحذير من أي مساس بها بما يعد انتهاكا لقواعد القانون الدولي، يتحمل مسؤوليته كل من يتورط في تلك الأفعال الشائنة.
وأعرب المجلس عن بالغ الحزن والأسى، وعن خالص التعازي لجمهورية مصر العربية، حكومة وشعباً، في استشهاد المرحوم محمد الغراوي، مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم.
وتقدمت الجامعة العربية بالشكر للسلطات السودانية لتنسيقها وتأمينها وتوفيرها الظروف المواتية لإجلاء أفراد البعثات الدبلوماسية والرعايا العرب والأجانب بسلام وحرفية في ظل ظروف أمنية معقدة، والإشادة بالجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والمملكة المغربية في إجلاء رعاياها ورعايا عدد من الدول العربية وعدد من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين، وتأكيد ضرورة الحفاظ على المصالح المشتركة بين جمهورية السودان والدول العربية.
ودعت إلى إخلاء المستشفيات والمرافق المدنية من أي قوات أو مظاهر عسكرية، وفتح المجال أمام الأعمال الإغاثية، والمساعدات الإنسانية لجميع المدنيين السودانيين والمقيمين بالسودان.
كما أكد القرار على استعداد الدول الأعضاء لتوفير جميع أشكال الدعم الإنساني الطارئ والمساعدات الطبية والغذائية من خلال المجالس الوزارية المتخصصة وبالتنسيق مع الجهات السودانية الوطنية والمنظمات الدولية والإقليمية.
ونوه القرار إلى مبادرة الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون بصفته رئيس القمة العربية الحالية، والداعية إلى التفكير، وبشكل عاجل، في مسعى مشترك ومتكامل تضطلع فيه الجامعة العربية بدور رئيسي مع الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة، والأخذ علما بخطاباته إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الإفريقي في هذا الشأن.
وأشاد بجهود الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومبادراتها الخاصة بالهدنة، وبالنداء الإنساني الصادر بتاريخ 19 أبريل عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بوقف إطلاق النار في السودان لتجنيب أهل السودان الوضع المأساوي الذي وجدوا أنفسهم فيه ولم يكونوا مسؤولين عنه ويتحملون أوزاره، كما رحبوا بدعو أبو الغيط لعقد دورة طارئة عبر تقنية التواصل السمعي البصري عن بُعد، لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، برئاسة دولة قطر، ودورة طارئة لمجلس وزراء الصحة العرب، برئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، في التوقيت نفسه الذي يلتئم فيه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، للتعاطي العربي الشامل مع الأزمة الراهنة وتداعياتها الإنسانية والصحية على الشعب السوداني.
ودعا المجتمع الدولي إلى توفير كافة المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب السوداني والحيلولة دون تفاقم الأحوال الإنسانية، وحث جميع الدول والمنظمات والوكالات الدولية المختصة على تقديم الدعم لدول جوار السودان التي تستقبل المواطنين السودانيين الباحثين عن ملاذ آمن في تلك الدول لمساعدتها على تحمل الأعباء المتزايدة.
وشدد على ضرورة حل الأزمة الراهنة بما يضمن أمن السودان وسيادته ووحدته الترابية وصيانة مؤسساته، ويحقق طمأنينة المواطنين السودانيين ويفضي إلى تلبية تطلعاتهم في السلام والتنمية ورفض التدخل الخارجي في شؤون السودان الداخلية تجنباً لتأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة.