مواقع أثرية مصرية| سور مجرى العيون.. موقع سياحي متميز بعد تطويره
فكرة إنشاء قناطر تحمل المياه من نهر النيل إلى قلعة الجبل تعود إلى عصر السلطان صلاح الدين الأيوبي عام 1169م تقريبًا، حيث أقام سوراً للقاهرة يبدأ قرب الفسطاط وجعل فوقه مجرى أو قناة للمياه التي ترفعها السواقي من أحد الآبار لتسير في هذه القناة حتى تصل إلى القلعة حيث تستخدم للسقاية وري المزروعات حول منطقة القلعة. ويبلغ طول الجزء المتبقي من قناطر المياه حوالي ثلاثة كيلومترات، وتعتبر قناطر المياه هذه من أجمل الأمثلة على قناطر المياه ليس فقط في مصر بل في العالم الإسلامي كله.
نفذ المجلس الأعلى للآثار مشروعًا لصيانة وترميم ما تبقى من السور التاريخي وبرج الساقية، وكان من المفترض أن تبدأ عمليات الترميم في سور مجرى العيون عام 2000م، وبدأت بعض أعمال الترميم وتوقفت قبل أن تكتمل، وفي عام 2012م، إلا أن المشروع المتكامل لتطوير سور مجرى العيون والمنطقة المحيطة به تبناه جهاز التنسيق الحضاري بالمشاركة مع محافظة القاهرة والمجلس الأعلى للآثار، بهدف إعادة السور لسابق عهده كأقدم سور تاريخي ووضعه على خريطة السياحة العالمية.
على مدى السنوات السابقة تحول سور مجرى العيون إلى مقلب للقمامة وحظائر للحيوانات وأصبح غير موجود على الخريطة السياحية، ومنذ سنوات قام المجلس الأعلى للآثار بترميمه بتكلفة وصلت لعدة ملايين من الجنيهات لكن امتدت يد الإهمال إليه من جديد حتى تبنى الجهاز مشروعًا لإعادة السور لسيرته الأولى، وكان لابد من إزالة تلال القمامة والمخلفات عن جانبي السور لكنها سرعان ما تعود، لذلك اتخذ المشروع بعدًا جديدًا بضرورة الارتقاء بالمنطقة المحيطة بالسور حتى تكون خط الدفاع الحقيقي لحماية السور من الملوثات والاعتداء عليه.
يهدف مشروع تطوير سور مجرى العيون بالقاهرة إلى إعادة الوجهة الحضارية للعاصمة مرة أخرى من خلال إعادة تخطيط المناطق العشوائية وتحويلها لمناطق جذب سياحي يُبرز ما تتميز به العاصمة من تاريخ وحضارة وتراث، وذلك بعد نقل المدابغ، ويقام على مساحة 95 فدان تقريبا، ومن المقرر تنفيذ مباني المحور الترفيهي، على مساحة 16 فدان مجاورة لسور مجرى العيون مباشرة، لتنفذ منشآت على الطراز الإسلامي القديم، من بينها أسواق متنوعة تشمل منتجات الحرف التراثية مثل الخيامية والمغربلين والصاغة والنحاسين وغيرها من المنتجات التي اشتهرت بها القاهرة التاريخية، بالإضافة إلى الأسواق المتنوعة الأخرى، كما يتم إنشاء منطقة للمسرح والفنون بها مسرحين أحدهما مكشوف ودور للسينما، وسيكون على الشكل الإسلامي، بالإضافة إلى إنشاء نافورات لتزيين المنظر الجمالي، كما سيتم إنشاء خان للحرف اليدوية، وفنادق بنظام ستوديوهات ومقاهي ومطاعم ومناطق ترفيهية بالإضافة إلى تنوع المطاعم التي سيتم إنشاءها وسيكون أغلبها مطاعم مصرية بجانب المطاعم.