في ندوة "فضل ونعمة" بجمعية الفيلم تامر كروان: السينما الأمريكية والمصرية يعتمدان على الموسيقى كعنصر أساسي في العمل
اختتم اليوم مهرجان جمعية الفيلم السنوي عروض دورته التاسعة والأربعين، بعرض فيلم "فضل ونعمة" ، قبل إقامة حفل الختام المقرر إقامتة يوم 20 من الشهر الجاري، وتوزيع الجوائز للأعمال الفائزة والأفضل.
أقيم عرض اليوم في مركز الإبداع، وعقب انتهائه عُقدت ندوة شهدت حضور الموسيقار تامر كروان، وأداراتها الناقد والكاتبة ناهد صلاح الدين.
بدأت ناهد كلمتها بالتعبير عن سعادتها بإداراة ندوة داخل مهرجان جمعية الفيلم السنوي، مشددة على أنه صاحب تأثير كبير في كل محبي السينما، إذ أثر في تكوين وتشكيل وجدان كتاب ونقاد وجمهور، وعن "فضل ونعمة"، قالت: فضل ونعمة فيلم ينتمي للكوميديا الإجتماعية ومعاصرة جدا، على مستوى الحوار والقصة، والحكاية عن الفجوة التي من الممكن أن تكون بين جيلي الآباء والابناء، الأول جيل عانى من انكسارات اجتماعية أثرت في تكونيه وطريقة تعامله مع الأمور والثاني متأثر بالتكنولوجيا وهو ما نراه في أبناءنا وتعاملهم مع مواقع التواصل الاجتماعي".
وتابعت "فضل ونعمة يبدو بسيط وقصته سهلة وهدفه الأساسي صناعة الضحكة، لكن به رسائل قيلت بشكل أو بآخر منها بشكل مباشر، عن فكرة التواصل وأهميته بين الأجيال وأن الفشل لا يعني الهزيمة، على العكس لابد أن نجرب والتجربة بالفعل تصنع النجاح في نهاية الأمر، والفيلم تجربة جديدة على رامي إمام منذ فترة طويلة لم يقدم أعمالا سينمائية، والتأليف لـ أيمن وتار وله أكثر من تجربة في الكوميديا، مثل نادي الرجال السري وغيره، بطولة نجوم كوميديانات ماجد الكدواني وبيومي فؤاد، وآخرين يبزغ ضوءهم في الكوميديا، وحتى هند صبري كانت شخصيتها مميزة وفيها ملمح كوميدي، الشخصيات مرسومة بشكل يؤكد الملمح الكوميدي بشكل كبير، وكنت أتمنى وجود المؤلف والمخرج لكن معنا عنصر فني مهم لا يقل أهمية هو عنصر الموسيقى، والموسيقى التصويرية الحقيقة ذات تأثير كبير في عالم السينما من أول بهيجة حافظ وهي أول امرأة تضع موسيقى لفيلم، مرورا بـ أندريا رايدر وعلي إسماعيل وصولا إلى المتواجدين حاليا، ومنهم تامر كروان الذي نرحب بوجوده معنا اليوم".
ووجهت ناهد سؤالا لـ تامر: تختلف التيمات حسب موضوع الفيلم، وفضل ونعمة فيلم كوميدي به أكشن، كيف تعاملت معه، وهل بدأت العمل عليه بعد قراءة السيناريو أم بعد الجلوس مع المخرج فقط؟
وأعرب تامر عن سعادته بوجوده في ندوة بمهرجان جمعية الفيلم، وردا على السؤال "كل عمل له طبيعة وطاقة وطريقة في التناول، المشاهد قد لا يرى ما نراه كصناع، لأننا نشاهد الفيلم بدون موسيقى وقبل التلوين، قبل أن يصبح فيلما سينمائيا مبهرا، ونحاول كمؤلفين موسيقيين أن نأخذ من الطاقة الموجودة على الشاشة، ووضع موسيقى تتلائم مع الأحداث، الفيلم كوميدي وبه رسائل اجتماعية بين السطور، وأكشن، ولعب على الوتر الوطني بطريقة لطيفة، كل ما سبق تم وضعه في الاعتبار، وترجمته والتأكيد عليه".
وتابع "مثلا مشهد التحقيق تيمة جد لكن تم وضع موسيقى تمنح الإحساس الكوميدي، وتعاملنا مع الأبطال على أنها شخصيات طفولية على عكس الأبناء موسيقى جادة وعقلانية، عكسنا الآية فالأهل عادة يتسمون بالجدية لأنهم قدوة، لكن في النهاية ظهروا يبتعدون عن أولادهم بسنوات ضوئية، من السهل أن يضحك الآخرين عليهم، ويتعرضون لمواقف لم يمروا بها من قبل".
ويرى تامر كروان أن الموسيقى لم تؤثر في إيقاع الفيلم، ولكن دعمته ليشعر الجمهور إلى أين ستقوده الأحداث "الموسيقى تترجم ما يراه المشاهد ويفكر في دوافع الأبطال".
وطلبت ناهد من تامر التعليق على هل نجاح الموسيقى بشكل أكبر من العمل يعد إنجاز موسيقى أم عيب؟، وأجاب "الموضوع يتوقف على أي سينما في العالم نتحدث عنها، هناك سينمات تعتبر أن الموسيقى عنصرا أساسيا، وسينمات أخرى مثل الأوروبية تعتبر أن الموسيقى الأقوى عيب في الصناعة، وترى أن صناعة السينما هي التمثيل والتصوير والإضاءة والسيناريو، لكن الموسيقى عنصر دخيل، وهناك أعمال تقلل الموسيقى أو تمنعها، لكن السينما الأمريكية والمصرية تعتمد على الموسيقى كعنصر أساسي في العمل، لكن فضل ونعمة يحتاج أن الموسيقى تتواجد طوال الوقت متبعة الأسلوب الأمريكي، وهذا مهم جدا شبه أفلام الكرتون".
ويرى تامر أن وضع موسيقى الأعمال الكوميدية أصعب، موضحا "لو الموسيقى لم تحدث توافق كامل مع إيقاع الفيلم ممكن تتسبب في فشل إيقاع الكوميديا لأن الكوميديا توقيت، الضحك يخرج في لحظة معينة لو لم يحدث التوافق لن تصنع الضحك وسيحدث رد فعل عكسي، وأحيانا نعود للمونتاج ليحدث التوافق"..
وقال رئيس المهرجان مدير التصوير الكبير محمود عبدالسميع "هذه الندوات والمهرجان يهتم بزيادة الثقافة السينمائية، لن أطرح سؤالا ولكن أريدك أن تتحدث عن الموسيقى التصويرية.. الموسيقى التعبيرية، متى تصبح الموسيقى تصويرية ومتى تكون تعبيرية؟
وتحفظ تامر كروان على التسمية، موضحا "هي موسيقى أفلام تصويرية، تحديد الموسيقى بأنها تتابع الصورة ليس حقيقي، هناك أنواع من الأفلام هكذا، لكن ليس كل الأفلام، والتعبيرية أيضا نفس الأمر أنا لا أعبر طوال الوقت عنه، ممكن أعبر على احساس يريده الفيلم، وأحب أن اكتب على التترات موسيقى لكن ما يُكتب موسيقى تصويرية، وكما قلت الموسيقى ليس لها علاقة بالصورة ولكن لها علاقة بمجمل الفيلم، جزء تعبيري وتصوير أو قد تكون عكس اتجاه الفيلم تماما، مثل لقطة باب الشمس التي تحدثت عنها قبل قليل، المشهد رايته انتصار لكن في وجهة نظر المخرج تعبر عن قهر لمعرفتنا بأنهم تعرضوا لنفس الأمر بعد العودة".