هيئة الكتاب تصدر الجزء الثاني من «زُبدة كَشْفِ المَمَالِك» بسلسلة التراث الحضاري
أصدرت سلسلة التراث الحضاري، بالهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، الجزء الثاني من كتاب «زُبدة كًشْفِ المَمَالِك.. وبيان الطرق والمسالك»، تأليف الأمير غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري الحنفي، دراسة وتحقيق الدكتور محمد جمال حامد الشوربجي.
وتقول الكاتبة سلوى بكر، رئيس تحرير السلسلة، في تقديمها للكتاب: «الجزء الثاني من كتاب زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك لمصنفه غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري الحنفي، تضعه سلسلة التراث الحضاري بين أيدي قرائها ليستبين من خلاله آخر ما وصلت إليه أحوال الدولة المملوكية من نظم إدارية، في منتصف القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي.
فهذا الجزء، حافل وعلى نحو تفصيلي بكل ما يتعلق بالمؤسسات المديرة للدولة، والتي أطلق عليها الدواوين، مثل: ديوان الدولة، وديوان الإنشاء الشريف، وديوان الجيش... إلخ، وأسماء وتسميات الذين على رأس هذه الدواوين، والتوصيف الإداري لهم، وقد توافق ذلك وتماثل إلى حدٍ كبير مع معطيات علم الإدارة الحديث، وقد تناول هذا الجزء الثاني من كتاب ابن شاهين التراتبية الخاصة بكل وظيفة إدارية وموقعها من المركز السلطاني، خصوصا عند اجتماع هذه الدواوين من حيث الاقتراب أو الابتعاد جلوسا، وملبوس صاحب كل وظيفة، كما يحفل هذا الجزء بعشرات التفاصيل المتعلقة بالجهاز الإداري للدولة المملوكية، وآليات عمله، كما أن بالكتاب مادة غنية تتعلق بالمفروشات السلطانية وما وصلت إليه من عظمة وأبهة، سواء داخل المقر السلطاني بالديار المصرية، أو حين ارتحاله خارج الديار لسبب من الأسباب لمناطق أخرى من أراضي السلطنة».
وتكمن أهمية هذا الكتاب في أنه يقدم صورة شبة متكاملة عن النظام الإداري والوصف الجغرافي لدولة المماليك في منتصف القرن التاسع الهجري، كمان أن مؤلفه تنقل كثيرًا في وظائف الدولة كالوزارة ونظر الخاص ونظر دار الضرب وغمرة الحاج المصري ثم الشامي، وفي ولايات الدولة كنيابة الإسكندرية والكرك وملطية، وارتبط بصلات صحبة وصداقة مع كثير من أعيان الديار المصرية والشامية والحجازية، فاكتسب من ذلك كله خبرة ناتجة عن المشاهدة والمشافهة والمارسة، وضع خلاصتها في هذا الكتاب.
ولهذا تفرد بكثير من المعلومات الجغرافية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها لا توجد عند غيره ممن وصلتنا مؤلفاتهم، ونقل من بعض الكتب التي لم تصلنا إلى اليوم، كما ترجم في الزبدة لعدد من معاصرية، وتفرد ببعضهم، فضلا عن القصائد والمقطوعات الشعرية له ولغيره.