الأحد 2 يوليو 2023 | 01:58 م

مدينة العطور تختنق.. ماذا يحدث في فرنسا؟ القصة الكاملة

شارك الان

حالة من الفوضى تشهدها فرنسا، على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد ليل الثلاثاء الماضي، إثر مقتل شاب برصاص أحد أفراد الشرطة، ما أدى إلى خروج آلآف المواطنين إلى الشوارع وإضرام النيران في المحلات والسيارات، وعمت الفوضى جميع المدن الفرنسية الكبرى.

الاحتجاجات التي تشهدها البلاد جاءت بعد وقت قصير من توقف احتجاجات الفرنسيين ضد نظام التقاعد، وشهدت فرنسا آنذاك خروج آلاف الموطنين إلى الشوراع محتجين على سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبينما يعالج ماكرون تلك الأزمة، ظهرت أزمة الشاب الجزائري الأصل لتشعل البلاد مرة أخرى.

شرارة البداية

لقي الشاب المراهق نائل المرزوقي صاحب الـ 17 عامًا مصرعه ليل الثلاثاء الماضي، على يد أحد أفراد الشرطة، وذلك خلال عبوره من أحد النقاط المرورية، وتم إطلاق النار عليه خلال عملية تدقيق مروري ما أدى إلى مصرعه، وتم توجيه تهمة القتل العمد إلى الشرطي الذي يبلغ 38 عامًا.

مقتل الشاب ذو الأصول الجزائرية أشعل البلاد وأدى إلى احتجاجات عارمة وفوضى في جميع المدن الفرنسية، ما دفع وزارة الداخلية إلى نشر حوالي 45 ألف فرد أمن في محاولة لإعادة الهدوء لشوارع فرنسا.

الفوضى تعم البلاد

اندعلت أعمال العنف والشغب في مارسيليا وليون ونانتير وتولوز، وأضرم المتظاهرون النيران في السيارات والمتاجر، وفي ترام بمدينة ليون بشرق البلاد.

وحسب بيان وزارة الداخلية الفرنسية، أمس السبت، فإنه تم اعتقال 1311 شخصًا في أعقاب أحداث العنف في الليلة الرابعة، ، مشيرًة إلى أنه تم الإبلاغ عن 2560 حريقًا على الطرق العامة، مع احتراق 1350 سيارة، ووقوع 234 حادثة أضرار أو حريق في المباني.
كما أعلنت وزارة الداخلية عودة الهدوء النسبي للبلاد اليوم الأحد، بعد نشر المزيد من قوات الشرطة وسيطرتهم على الأوضاع، فيما وصلت حدة

الاحتجاجات أمس السبت، بالتزامن مع دفن جثمان نائل، وسط غضب عارم من المواطنين.

التحقيق في الواقعة

وفي نفس السياق، أعلن مكتب الادعاء العام، إن نائل المرزوقي كان يقود سيارة مستأجرة في وقت مبكر الثلاثاء الماضي، عندما أوقفه حاجز للشرطة لمخالفته قوانين السير، مضيفًا أن الضابط المتهم بإطلاق النار على السائق احتجز بتهمة القتل.

بينما أبلغ وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، البرلمان، أنه يجري استجواب ضابطي الشرطة، مطالًا المواطنين باحترام حزن الأسرة وقرينة البراءة للشرطة.

فرض الطوارئ بالبلاد
 

وسط التصعيد الذي يتم في مختلف المدن الفرنسية، أعلن الإليزيه في وقت سابق أن الأوضاع الأمنية في البلاد لا تستدعي فرض الطوارئ، لكن التصعيد في الشارع خلال الساعات الماضية، قد يجبر الحكومة على فرض اجراءات استثنائية.

فيما قالت إليزابيث بورن، رئيسة الحكومة الفرنسية، إن السلطة التنفيذية تدرس كل الاحتمالات لإعادة النظام في فرنسا، من بينها فرض حال الطوارئ بعد تواصل أعمال الشغب.

وتعد حالة الطوارئ الطوارئ ضمن صلاحيات إضافية للسلطات الفرنسية، وتشمل تدابير حظر تجول محددة، ومنع التظاهرات وإعطاء الشرطة حرية أكبر في ضبط الأشخاص الذين يشتبه بأنهم مثيرو شغب وتفتيش المنازل.

ماكرون يلغي زيارته إلى ألمانيا

وعلى صعيد متصل، أرجأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زيارته إلى ألمانيا في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وكان من المفترض أن يزور ماكرون ألمانيا في الفترة من اليوم 2 يوليو إلى 4 يوليو.

قلق غربي تجاه العنف في فرنسا

وفي سياق متابعة عدد من الدول للأحداث الجارية داخل فرنسا، حذرت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها من أعمال الشغب، وأشارت في توجيهاتها المتعلقة بالسفر إلى خطر تعطل وسائل النقل واحتمال فرض حظر تجول، موضحًة أن المواقع والأوقات التي تنطلق فيها أعمال الشغب لا يمكن التنبؤ بها.

كما دعت النرويج رعاياها في فرنسا إلى تجنب التجمعات، فيما أعربت الحكومة الألمانية، عن قلقها إزاء الاضطرابات التي تجتاح فرنسا، وقال بيان للرئاسة الألمانية: "يتابع الرئيس الاتحادي التطورات باهتمام كبير، وهو يأمل في إنهاء العنف في الشوارع في أسرع وقت ممكن وإعادة السلام الاجتماعي".

كما أعرب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني عن أسفه للتعاسة الواضحة في الضواحي الفرنسية، التي عاشت أعمال الشغب والنهب والصدامات بين قوات الأمن ومحتجين.

بينما دعت وزارة الخارجية الإيرانية، الحكومة والشرطة الفرنسيين إلى ضبط النفس، ونبذ العنف والاهتمام بمطالب المحتجين، إثر اندلاع أعمال شغب احتجاجًا على وفاة شاب يبلغ من العمر 17 عاما برصاص الشرطة.

من جانبها، طالبت الأمم المتحدة، من فرنسا معالجة مشاكل العنصرية والتمييز العنصري في صفوف قوات الأمن.

وقالت رافينا شمداساني، الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: "حان الوقت ليعالج هذا البلد بجدية مشاكل العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن".