"الصحافة الأدبية والحياة الثقافية في مصر".. أحدث كتب عزة بدر
صدر حديثا كتاب "الصحافة الأدبية والحياة الثقافية في مصر.. مجلة الثقافة 1939 ـ 1953"، أحدث الدراسات الأدبية للدكتورة عزة بدر، الكاتبة الصحفية بمجلة "صباح الخير".
الكتاب صدر عن "الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية"، مركز تاريخ مصر المعاصر، مصر النهضة، العدد 120، ضمن "سلسلة دراسات علمية في تاريخ مصر الحديث والمعاصر".
وتكمن أهمية دراسة هذا العدد من "مصر النهضة" التي جاءت بعنوان "الصحافة الأدبية والحياة الثقافية في مصر.. مجلة الثقافي 1939 ـ 1953"، أنها تعد إضافة جديدة لتاريخ الصحافة الأدبية في مصر، وهو موضوع لم يلق العناية الجديرة به منذ أن كتب الأستاذ الدكتور عبداللطيف حمزة، سلسلة كتبه عن "أدب المقالة الصحفية في مصر" التي بدأ كتابتها منذ عام 1950.
ويعد الفارق الجوهرى بين ما كتب الدكتور "عبداللطيف حمزة" وما كتبته الدكتورة عزة بدر، أنه ركز في معالجة موضوعاته من زاوية الكتاب البارزين في هذا المجال، بينما ركزت هي جهودها على إحدى المجلات الأدبية المهمة، وهى "مجلة الثقافة"، منذ نشأتها عام 1939 وحتى توقفها عام 1953.
الكتاب هو دراسة علمية، حصلت بها "المؤلفة"، الدكتورة عزة بدر، على درجة الماجستير بتقدير ممتاز من قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1990، ثم أعقبتها بدراسة أوسع عن المجلات الأدبية التي صدرت في مصر منذ عام 1954 حتى 1981، وصدرت في كتاب عام 2016، عن "المجلس الأعلى للثقافة".
ويتضح من الكتاب أن الدكتورة عزة بدر، أدركت العلاقة الوثيقة بين التاريخ والصحافة الأدبية، التي توفر للمؤرخين مادة علمية تساعدهم في رصد حركة الثقافة من خلال ما كانت تنشره من مقالات لجيل من الكتاب والأدباء الذين أثروا الحياة الثقافية بكتاباتهم.
وتحدثت الدكتورة عزة بدر في دراستها عن أحوال مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على أوضاع الصحافة والثقافة، ودور "لجنة التأليف والترجمة والنشر"، التي ألفها لفيف من الأدباء والثقفين في العقد الثانى من القرن العشرين ولعبت دورا رائدا في مجالها وفق ما هو معروف.
وقالت الدكتورة عزة بدر: كانت المجلات الأدبية الجسر القوى الذى عبرت عليه الثقافة الأدبية إلينا، والمورد الذى صبت فيه التيارات الفكرية والأدبية الوافدة، وأعانها على هذه الغاية فريق ممن خرجتهم المدارس العليا أو تعلموا في معاهد أوروبا وتمكنوا من اللغتين: العربية واللغة المترجم عنها.
وحول سبب اختيارها لموضوع الدراسة قالت "بدر": سبب اختيارى لإجراء هذه الدراسة حول مجلة "الثقافة" إحدى المجلات الأدبية المهمة التي عاصرت فترة مزدحمة بالأحداث من 1939 ـ 1952، وهى مرحلة الحرب العالمية الثانية، ومرحلة محاولات التحرر الوطنى، التي انتهت بقيام ثورة يوليو عام 1952 في مصر.
وجاءت دراسة الدكتورة عزة بدر في 7 فصول، الأول بعنوان "أحوال مصر من سنة 1939 إلى سنة 1952، والثانى "مجلة الثقافة ولجنة التأليف والترجمة والنشر"، والثالث "إسهامات مجلة الثقافة في الآداب والنقد والتذوق الفني، بينما حمل الفصل الرابع عنوان "القضايا الثقافية والفكرية في مجلة الثقافة"، والخامس "القضايا الاجتماعية والاقتصادية في مجلة الثقافة"، في جاء السادس تحت عنوان "القضايا السياسية في مجلة الثقافة"، والسابع "الفنون التحريرية في مجلة الثقافة".
وأنهت الدكتورة عزة بدر دراستها بـ"الخاتمة"، قائلة: تبين من العرض السابق أن الفترة من 1939 ـ 1952، كانت من الفترات الشائكة في تاريخ مصر المعاصر، لأنها امتدت منذ قيام الحرب العالمية الثانية، واستمرت بعد ظهور حركات التحرر في كثير من البلدان للتخلص من الاستعمار القديم، وقد مرت مصر بظروف غاية في الصعوبة والتعقيد ونالها ما نالها من جراء الحرب العالمية الثانية ومرت بأزمات اقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة.
وأضافت "بدر": "إذن فقد ظهرت مجلة "الثقافة" لتلبى حاجة عصر، وتؤدى وظيفة محددة تتفق مع احتياجات المجتمع وتتفق مع حاجة مثقفيه وكتابه وقرائه، وكانت تصدر عن سياسة تهدف إلى المعاصرة، وإحياء التراث والاطلاع في نفس الوقت على أحدث ما أنتجه الغرب من علم وفكر". موضحة "وقد مرت "الثقافة" بثلاث مراحل في تاريخها، واستمرت الأولى منذ بداية صدورها حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، واستغرقت المرحلة الثانية السنوات الخمس من مرحلة ما بعد الحرب، بينما استغرقت المرحلة الثالثة السنوات الثلاث من عقد الخمسينيات".
وألحقت الدكتورة عزة بدر دراستها بملحقين، الأول بعنوان "كتاب مجلة الثقافة"، قسمت خلاله كتاب المجلة إلى 3 فئات، الأولى هم "كتاب من أعضاء لجنة التأليف والترجمة والنشر"، والفئة الثانية هم "الكتاب العرب الذين نشرت لهم مجلة "الثقافة"، والثالثة هم "كتاب المجلة السياسيين". بينما جاء الملحق الثانى بعنوان "نماذج من الإخراج الفني لمجلة الثقافة"، حيث أوردت فيه صور بعض أغلفة مجلة الثقافة.
وتعد الدكتورة عزة بدر، كاتبة صحفية وأديبة مبدعة، وهى مدير تحرير بمجلة "صباح الخير"، ومعروفة بتواصلها الدائم مع المثقفين والقارئين بكتاباتها النقدية والأدبية والثقافية، وبأعمالها الإبداعية في الشعر وفنون القص وأدب الرحلات، وهو ما أحرزت فيه جوائز عديدة.
يذكر أن الدكتورة نيفين محمد موسى، ترأس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، بينما أسس سلسلة دراسات علمية في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، الأستاذ الدكتور يونان لبيب رزق عام 1983.