ما هي الذخائر العنقودية التي أعلن البيت الأبيض تزويد أوكرانيا بها؟
أعلن البيت الأبيض الجمعة الماضية، عن موافقته على تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، من أجل قدرة كييف على مواجهة الغزو الروسي.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إن الخطوة "قرار صعب وأرجأناه لفترة من الزمن"، وأن الإقدام عليه في الوقت الراهن هو الصواب.
جاء ذلك وسط اعتراضات العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي الجمهوريين، الذين وصفوا القرار بأنه خطوة أخرى نحو التصعيد، ووسط قلق دولي تجاه القرار الأمريكي.
فما هي الذخائر العنقودية التي قررت أمريكا تزويد أوكرانيا بها؟ وما هي أهميتها وسبب القلق البالغ الذي أدى إليه القرار؟
ما هي الذخائر العنقودية؟
طبقًا لاتفاقية الذخائر العنقودية التي تم اعتمادها في 2008 ودخلت حيز التنفيذ 2010، ووقع عليها 100 دولة، فإن "’الذخيرة العنقودية" هي الذخيرة التقليدية التي تصمم لتنثر أو تطلق ذخائر صغيرة متفجرة يقل وزن كل واحدة منها عن 20 كيلوغرامًا، وهي تشمل تلك الذخائر الصغيرة المتفجرة.
والأسلحة التي تحتوي على أقل من 10 ذخائر صغيرة متفجرة لا تعد ذخائر عنقودية ما دامت كل ذخيرة صغيرة تزن أكثر من أربعة كيلو جرامات، ويمكنها تتبع جسمٍ مستهدفٍ محدد والاشتباك معه، وتزود بخاصيتي التدمير الذاتي والتعطيل الذاتي الإلكترونيتين.
ويمكن أن يتراوح عدد الذخائر الصغيرة من العشرات إلى ما يزيد على 600، ويمكن إلقاء الذخائر عن طريق الطائرات أو المدفعية أو القذائف، والجزء الأعظم منها معدٌّ للانفجار عند الاصطدام، ويتسم أغلبها بميزة السقوط الحر، بمعنى أنها لا تُوجه بصفة فردية نحو أي هدف.
يتم إلقاء الذخائر بمظلات حتى تصطدم بالأرض، ويمكن أن ينفجر بعضها كما يمكن أن يبقى جزء كبير من هذه الذخائر دون انفجار لسنوات، وهو ما يهدد المدنيين في مناطق النزاع، إذ تنفجر بمجرد لمسها.
الذخائر العنقودية استُخدمت للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية، ونسبةٌ كبيرةٌ من الذخائر العنقودية المخزَّنة في الوقت الحالي صُممت للاستخدام في الحرب الباردة، وتمثل المقصد الأساسي منها في تدمير الأهداف العسكرية المتعددة المنثورة على مساحة واسعة، مثل تشكيلات الدبابات أو المشاة، وفي قتل المحاربين أو إصابتهم.
بنود الاتفاقية
تضمنت اتفاقية الذخائر العنقودية العديد من البنود، حيث أنها تحظر الذخائر العنقودية حظرًا شاملاً وذلك بحظر استخدامها وإنتاجها وتخزينها ونقلها، كما تحظر على الدول الأطراف مساعدة أي شخص على القيام بأي نشاط تحظره أحكام الاتفاقية أو تشجيعه أو حثه على ذلك.
إضافةً إلى ذلك، تقع على عاتق الدول التي تمتلك ذخائر عنقودية، أو التي تتضرر بها، التزامات محددة تتمثل في تدمير المخزونات، وإزالة مخلفات الذخائر العنقودية، وتقديم المساعدة للضحايا.
وعن تدمير المخزونات فيُقتضى من كل دولة في غضون ثماني سنوات بعد أن تصبح طرفـًا في الاتفاقية، تدمير مخزونات الذخائر العنقودية الواقعة في نطاق ولايتها وسيطرتها، وقد يُمدد هذا الموعد النهائي لمدة أربع سنوات إضافية، وقد تـُمنح أيضـًا تمديدات أخرى لمدة أربع سنوات في ظروفٍ استثنائية، كما يجوز أيضا احتفاظ الدول بعدد محدود من الذخائر العنقودية، والذخائر الصغيرة المتفجرة، للتدريب على التطهير ولاستحداث تقنيات تدمير.
كما يتعين على كل دولة أن تطهر أرضها من الذخائر الصغيرة غير المنفجرة، والذخائر العنقودية المهجورة، في غضون 10 سنواتٍ بعد أن تصبح طرفــًا في الاتفاقية، وفي حالة عدم تمكن أي دولة من القيام بذلك، يجوز لها طلب تمديدات لفترات إضافية مدتها خمس سنوات.
وكذلك تتضمن الاتفاقية أحكامًا قوية معنية بمساعدة الضحايا، فعلى كل دولة طرف يوجد لديها ضحايا للذخائر العنقودية، على أرضها أو في نطاق سيطرتها، أن توفر رعايتهم الطبية وإعادة تأهيلهم البدني، ودعمهم النفسي، وإدماجهم اجتماعيًا واقتصاديًا.
أمريكا وروسيا وأوكرانيا خارج الاتفاقية
على الرغم من توقيع أكثر من 100 دولة على بنود الاتفاقية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، وطرفي النزاع روسيا وأوكرانيا لم يوقعوا على الاتفاقية وهو ما يثير القلق والتخوفات لدى المتجمع الدولي من عواقب استخدام هذه الذخائر وتأثيرها على المدنيين، وفي مقابل ذلك تخوفات من الرد الروسي في حال استخدامها من الجانب الأوكراني، في سيناريو لا يستطيع أحد تحديد عواقبه.