حفل ترافيس سكوت يثير جدل واسع بين الإلغاء والتأييد
أثار حفل فنان الراب الأمريكي ترافيس سكوت المقرر إقامته يوم ٢٨ من شهر يوليو الجاري أمام الأهرامات جدلا مجتمعيا واسعا منذ الإعلان عنه.
فأصدرت نقابة المهن الموسيقية، برئاسة النقيب مصطفي كامل، بيانا بشأن الحفل بعد انتشار أنباء حول دعوته للماسونية في حفلاته، حيث قررت النقابة عدم إصدار تصاريح لإقامة هذا النوع من الحفلات.
وقال الدكتور محمد عبدالله، في بيان نقابة المهن الموسيقية: «بشأن الحفل المقرر إقامتها يوم ٢٠٢٣/٧/٢٨ بمنطقة الأهرامات بالجيزة لمؤدي الراب الأمريكي ترافيس سكوت.
وأوضح: «تؤكد النقابة العامة للمهن الموسيقية، باعتبارها الجهة المنوط بها إصدار تراخيص إقامة الحفلات الموسيقية والغنائية في مصر بالتضامن مع وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية والسادة وزارة العمل، على ضرورة وضع الاعتبارات الأمنية والموافقات من الجهات المختصة على رأس الأولويات فيما يخص إقامة الحفلات، وذلك ضمانًا وحماية لجموع الجماهير».
وتابع: مما لا شك فيه أن النقابة العامة في الأشهر الأخيرة، رحبت بكافة ألوان الفنون والحفلات إلا أنها حددت شروطًا وضوابط لضمان عدم المساس بالعادات والتقاليد الموروثة للشعب المصري».
وأضاف: «حيث إن النقابة العامة من نسيج هذا الوطن الحبيب تعمل على استقراره وأمنه وترفض العبث بالقيم المجتمعية والعادات والتقاليد المصرية والعربية، فإنه بعد استقراء واستطلاع آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد ما ورد لنقابة المهن الموسيقية ونقيبها العام ومجلس إدارتها من أنباء تصدرت محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي تضمنت صورا ومعلومات موثقة عن طقوس غريبة لنجم هذا الحفل يقدمها أثناء فقرته وتسخير أدواته من أجل إقامة طقوس تتنافي مع قيمنا وتقاليدنا المجتمعية الأصيلة، قرر النقيب العام ومجلس الإدارة إلغاء الترخيص الصادر لإقامة هذا النوع من الحفلات الذي يتنافي مع الهوية الثقافية للشعب المصري».
وترجع أسباب الرفض المجتمعي لإقامة هذا الحفل على الأراضي المصرية، إلى خلفية المطرب الأمريكي المعروفة بأنه من أشد الداعمين للماسونية العالمية والافروسنتريك المناهضة للهوية المصرية والتراث الحضاري المصري، فضلا عن أن المادة الترويجية التي يستعين بها المغني الأمريكي تضم رموزا وأكواد ماسونية بداية من شكل البوابة، ورمز العين والمثلث، والإله “مولخ” على بوابة التصميم، الذي يقبل القرابين مقابل الشهرة والأموال، بخلاف نوع ترددات الموسيقى التي تستخدم في مثل هذا الحفلات بما لها تأثيرا على شحن الأجواء بالطاقة المزاجية الغريبة، حسبما أفاد به بعض شهود العيان الذين حضروا الحفلات السابقة، فضلا عن أن حفلاته السابقة قد شهدت ارتكاب أفعال مخلة بالآداب العامة من خلال ممارسة الجنس وتعاطي المواد المخدرة وممارسة الطقوس الشيطانية، مما أدى إلى تساقط عشرات القتلى والمصابين وإصابة المئات منهم بنوبات صرع وإغماء، مما أدى إلى إقامة أهالي الضحايا لمئات الدعاوى القضائية أمام القضاء الأمريكي ضد مقيم الحفل لمطالبته بالتعويضات المالية - فضلا عن سبق قيام السلطات السعودية في شهر مارس الماضي بإلغاء حفله.
وعقب بيان النقابة تضاربت الآراء حيث عبر البعض عن ترحيبهم بالحفل منهم الناقد الفني طارق الشناوي وأيضا الفنان عمرو سعد.
ووصف طارق الشناوي القرار بأنه “شكله بايخ على المستوى العالمي”، مشيرًا إلى أن النقابة اتخذت هذا القرار لتفادي حدوث مشاكل.
كما أشار، خلال تصريحات تليفزيونية، إلى أن نقابة الموسيقيين والممثلين أصدرتا قرارات متعسفة في السابق، مثل القرار المتخذ ضد أحمد سعد بسبب نساء تونس.
وذكر أن ترافيس سكوت أقام حفلات سابقًا في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتم إلغاء حفله في مصر بسبب اتهامات سابقة له بأنه “عبدة الشيطان”.
ومع ذلك، أشار الشناوي إلى أن سكوت اعترف سابقًا بأنه مؤمن بالله وسيكون ملتزمًا بالقوانين المصرية في حالة إقامة الحفل.
ويعبر الشناوي عن تأييده لإقامة الحفل ويعارض المصادرة المبدئية التي تم اتخاذها استنادًا إلى ما يتردد في وسائل التواصل الاجتماعي بدون وثائق موثوقة.
وأضاف الشناوي، بأن وجهة نظر السوشيال ميديا لا تعكس آراء الجميع وأنه لا يعرف أحدًا عن عدد المؤيدين لتنظيم الحفل.
وعلق الفنان عمرو سعد على إلغاء حفل ترافيس سكوت في مصر خلال الأيام المقبلة، والذي قررته نقابة المهن الموسيقية، مشيرًأ إلى أن هذا القرار خطأ فادح.
وأضاف عمرو سعد عبر حساب «فيس بوك» الرسمي: «إلغاء ترخيص حفل ترافيس سكوت في مصر خطأ فادح ومش من حق أي حد ياخد قرارات للمصريين أو يتكلم باسمهم، وأنا فنان مصري باعتذر لهذا المغني العالمي ولنجوم العالم ومتابعيهم اللي ممكن يشوفوا المصريين بشكل رجعي ومتخلف».
وتابع: «بقول ليهم إن مصر أكبر من كده بكتير وإن الشعب ده شعب عاشق لضيوفه وكريم وإن مصر هي أرض الفنون والحضارات».
في الوقت الذي قال به المهندس نجيب ساويرس، رجل الأعمال: إن إلغاء حفل المغني الأمريكي ترافيس سكوت ليس الخطأ.. إنما الخطأ هو الموافقة عليه ثم إلغاؤه.
وأكد ساويرس، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بتويتر أن إلغاء الحفل يفقد مصر مصداقيتها ولا يحترم التعاقدات ويكبد المنظم خسائر رهيبة.
وأشار ساويرس إلى أن إعلان الحفل صاحبه دعاية عالمية ضخمة لمصر، مضيفًا: “فقدناها بهذا الإلغاء مع العلم أنه غنى في السعودية والإمارات”.
وتابع: للعلم لا مصلحة لي في هذا الحفل رغم إدارتنا لمنطقة الهرم ومعاناتنا من الخيل والجمال وتعامل الأمن مع الزوار.