الأمن القومى المصرى والامتداد الاقليمى وعلاقة مصر بمحيطها
مذكرات مراسل صحفى..الحلقة الثالثة
٢١ فبراير ٢٠١١
ليبيا ليست مصر أو تونس!! بداية ظهور العلم الملكي الليبى
نسيت ان اذكر فى الجزء السابق احد الاحداث الهامة وهى ظهور سيف الإسلام القذافى نجل معمر القذافى وهو الأصغر بين أبناءه والذى كان يتم إعداده لخلافة والده فى الحكم بليبيا وتابعت تهديداته الشهيرة ولغة الجسد الخاصة به عبر الشاشات وتأكيده أن الشعب الليبى أمام خيارين، إما الدخول فى حوار وطنى أو الاحتكام إلى السلاح إذا استمرت المواجهات الدامية..لكنى كنت أرى من خلال المتابعة البسيطة بدون أى تحليل معقد !! أن الزمن تجاوز أفكار الدوائر الحاكمة سواء بمصر أو ليبيا أو تونس وأن مايقوله سيف الإسلام كان يصح قبل تلك التطورات الأخيرة والاشتباكات والتدخل الاجنبى الواضح وبداية عهد جديد علينا لما سمى فيما بعد " النشطاء" بالإضافة إلى انتشار ثقافة المليشيات واننا أمام انهيار كبير للدولة الوطنية فى الفترة المقبلة وكانت تتملكنى مخاوف من أن ليبيا مقبله على صراع دموى مخيف بكل الادلة المتاحة أمام عينى
المهم ان سيف الاسلام القذافى قال أن عشرات الآلاف يتوافدون على العاصمة طرابلس للدفاع عن والده، وشدد على أن والده فى المدينة ويقود المعركة حتى آخر طلقة وآخر رجل.
ودعا نجل القذافي إلى البدء اعتبارا من اليوم في حوار وطنى بشأن دستور ليبيا، كما حذر الليبيين من خطر استعمار بلاده إذا لم تتوقف الاحتجاجات، مؤكدا أن الغرب لن يسمح بالفوضى أو تصدير الإرهاب والمخدرات أو إقامة إمارات إسلامية فى ليبيا، وهذا الامر كان صادقا فيه وهو ماحدث بالفعل !
ومن الأشياء الساخرة التى قالها "إن ليبيا ليست مصر أو تونس، وإن انتشار الفوضى سيكون أسوأ ألف مرة من البلدين، كما أن معمر القذافي ليس زين العابدين بن علي أو حسني مبارك، بل هو زعيم شعبي"..لكن مالم يعلمه أن ذلك لم يكن تفكير عامه الشعب اللببى حينها! وأن الرغبة بالتغيير قد تملكت الجميع بالفعل ! وهنا اقول بعض الناس بل اغلبهم فى دوائر الحكم أحيانا كثيرة تاريخيا تنفصل عن الواقع بشدة لدرجة ان تدافع الأحداث يكون أكبر من إدراك تلك النخب والدوائر بكثير!
ووعد سيف القذافى بأنه سيتم إقرار مجموعة من القوانين تتعلق بحرية الصحافة ومنظمات المجتمع المدني وقوانين تفتح آفاق الحرية، كما تعهد بالاستمرار في عملية التنمية ومنح قروض للشباب وبيع المساكن بالتقسيط وسيتم إقرارها فورا..والحقيقة أن ليبيا لم يكن لديها صحافة حقيقية حتى تلك اللحظة أو مجتمع مدنى حقيقى بل كانت اقرب للنظم الشيوعية القديمة التى انتهت وكانت افرب للنظام الكوبى بقيادة فيدل كاسترو رغم ان ليبيا تبدو كدولة نفطية خليجية وجدت خطأ بشمال افريقيا بنظام حكم شمولى، وقد شهدت شوارع العاصمة الليبية طرابلس وغيرها من المدن مظاهرات حاشدة وكبيرة احتجاجا على الخطاب الذي ألقاه سيف الإسلام القذافي. ورشقوا صور معمر القذافي بالحجارة.
وظهرت الشعارات الساخرة من استمرار الحكم الاستبدادي للقذافي لمدة ٤٢ عام بالاضافة الى صور عدد من الشهداء والمفقودين على جدار قرب المركز الاعلامي للثوار ببنفازى
بدء ظهور اول التجمعات الشبابية امام باحة محكمة شمال بنغازى واصبحت مكان التجمع اليومى لاهالى المدينة ضد نظام القذافى وبدء الحشد الدولى الاوربى والخليجى خصوصا القطرى وبداية ظهور العلم الملكي الليبى السابق واعتماده علما للثورة وصور أمير قطر وبداية تكوين مجموعات النشطاء ..صورة لامير دولة قطر حمد بن خليفة ال ثاني في مكان تجمع الثوار تقديرا لموقف دولة قطر الداعم للثورة ، وكان المكان المسرح الرئيسيدى للخطباء فى باحة التجمع ، وحين قمت بزيارة المكان مساحة بسيطة ولكن كان هناك حماس كبير خصوصا من الشباب وسوف يأتى ذكر كل ذلك بالتفصيل ، ومالم يعلمه نشطاء ليبيا ومصر وتونس وليبيا واليمن انه تم استغلال الرغبة القوية بالتغيير فى اتجاهات أخرى لم يكن احد يعلمها فى حينها لان اللاعبين والمحركين والداعمين للأحداث لم يظهر أى منهم بالمشهد حتى اللحظة حتى تبدو الصورة اننا امام ثوار احرار من طالبى الحرية ..أما الخطأ الثانى هو أيضا يعود للأنظمة الحاكمة وقتها وعدم استيعابها حقيقة مايحدث ومطالب الشارع وقتها ومن يملكون القرار بالخارج ، الذين عملوا بجهد كبير للوصول لتلك اللحظة ببرجماتية منقطعة النظير.
والى اللقاء فى الجزء الرابع..الحلقة الرابعة بداية الاحداث ..