الدكتورة غادة عامر: كليات القمة لم تعد هي المستقبل في وجود الذكاء الاصطناعي
أكدت الدكتورة غادة عامر عميد كلية الهندسة والعلوم التكنولوجية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بأنه لم تعد كليات القمة كما ف السابق هي المستقبل المنشود الذي يحقق رغبات الكثير من الأسر المكانة الاجتماعية والمستوي المعيشي المتميز وذلك مع ظهور الذكاء الاصطناعي وتوغله ف العديد من المجالات مما يؤدي الي الاستغناء عن عدد كبير من الأيدي العاملة ..والعديد من الوظائف..ولكن ذلك لا يدعو للقلق... بل يدعو الي الإبداع والتطور ..
وعلي الرغم من ظهور الذكاء الاصطناعي إلا أن البشر لهم أهمية كبيرة
الآن و مع دخول ما يطلق عليها أنظمة " الأتمتة" مثل الذكاء الاصطناعي و الروبوتات )سواء
أكانت بشكل إنساني او آلات أو طيارات بدون طيار( لم يعد هناك ما يطلق علية كليات القمة، ليس ذلك و حسب ، بل ازال
دخول هذه الأنظمة بعض الوظائف، و من المتوقع ان تختفي في حدود 6٪ من الوظائف في السنوات الخمس المقبلة.
وأضافت الدكتورة غادة المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا – في حوار خاص مع مصر الآن – أن الوظائف التي سوف تختفي بسبب انظمة الأتمتة ليس فقط
الوظائف التي تحتاج مهارة، و لكن يشملها أيضاً بعض الوظائف التي تحتاج مهارات و معلومات كبيرة، مثل الوظائف
القانونية و المحاسبية التي أصبح من السهل أن تقوم بها أنظمة الذكاء الاصطناعي.
واشارت إلى التقرير الذي اطلقته منظمة ديلويت "Deloitte" - وهي واحدة من المنظمات الأربعة العالمية في مجال
المحاسبة و القانون وأكبر شبكة للخدمات المهنية في العالم - أن 39٪ من الوظائف في القطاع القانوني سوف يتم اتمامها عن
طريق أنظمة الذكاء الاصطناعي خلال السنوات العشر المقبلة، و أن الوظائف المحاسبيه ستقل بنسبة 95٪ بسبب الأتمتة في
المستقبل.
وأوضحت الدكتورة غادة عامر أنه ليس فقط الوظائف في القطاعات القانونية والمحاسبية التي ستختفي بسبب الأتمتة، لكن أيضاً
سيشهد العاملون في مجال المعرفة وتجارة التجزئة والعمال اليدويين انخفاضاً كبيراً في فرص عملهم خلال السنوات القليلة القادمة.
ولفتت إلى تقرير منتدى الاقتصاد العالمي و التقرير الذي قامت به قناة البي بي سي، أن هناك وظائف من المؤكد انها سوف
تختفي بالفعل بسبب أنظمة الأتمتة ، علي سبيل المثال ال الحصر : سائقي سيارات الأجرة، بالرغم من أن سائقي السيارات
الأجرة قد وجدوا فرصة جيدة مع ظهور اوبر وكريم، لكن مع ظهور السيارات ذاتية القيادة ، سوف تختفى أي فرص
للسائقين، مضيفة أن السيارات ذاتية القيادة تكلفتها أقل و أرباحها أكثر بكثير، وبالفعل بدات اوبر الآن بإختبار مثل هذه
السيارات، و في شوارع سنغافورة ما يزيد عن عشرة سيارات منها الآن.
واضافت أن وظائف عمال التصنيع سوف تختفي أيضاً و تتحول معظمها الي روبوتات، حتي في الصين التي يوجد بها
معظم وظائف التصنيع ستشهد تحول قريب إلي إستبدال العنصر البشري ب الروبوتات، و بالفعل بدأ هذا يحدث ففي شركة
فوكسكون"Foxconn " الشركة التي تصنع كل شيء الأجهزة الايفون و الالكسبوكس ، إستبدالت مؤخراً 60،000 عامل
بالروبوتات!!!
وقالت ..... إن حتي وظيفية الصحفي لن تكون بمأمن، فقد وجد أن مع الذكاء الاصطناعي يمكن كتابة المقالات و التقارير
بسرعة و بكفاءة عالية، و قد بدأت أسوشيتد برس في عام 2014 باستخدام البرمجيات الذكية لكتابة تقارير الأرباح الفصلية،
حيث تم كتابة اكثر من 3000 تقرير كل ربع سنه بإستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، حتي أن شبكة فيرج " Verge " –
شبكة الأخبار التكنولوجية و وسائل الإعلام الأمريكية التي تديرها شركة فوكس – أفادت بأن المحتوى علي المواقع
الإلكترونية يمكن أن يكتب بدون تدخل أي إنسان إطلاقا.
كما نوهت إلى أن وظيفية التمثيل مهددة بالانقراض أيضاً ، فمع الروبوتات ممكن أن نجد البطل او البطلة شباب كما ظهروا
اول مره علي الشاشة، وقد قامت بالفعل هوليوود بإستخدام تقنيات " سغي" – و هي تقنية الصور المولدة بالحاسوب لمحاكاة
الشخصيات كانها حقيقية – الحياء بعض الممثلين الذين توفوا، مثل ظهور الممثل "ببيتر كوشينغ" في فيلم روج.
وأشارت إلى أنه في عام 2014، قال بيل غيتس أن "احلال الذكاء الاصطناعي، مكان السائقين أو النوادل أو الممرضات
قادم لا محال، وأنه بعد عشرين عاما من الآن، سيكون الطلب على اليد العاملة التي تمتلك مهارات و تمتلك تفكير إبداعي
أقل بكثير ".
واكدت الدكتورة غادة عامر أ.د. بجامعة بنها أنه إذا كان الكلام قد يبدو قاتما إلا أنه أيضاً دعوة للعمل و التحول إلي مبدعين ، فهو رسالة لنا لكي
نغير طريقة تفكيرنا، نبدأ الآن أن نعترف أن التكنولوجية قادمة و هي ليست عدو لنا، و أننا ممكن أن نستفيد منها الكثير لو فكرنا
بطريقة غير تقليدية، وأنه يجب علينا أن نعد أنفسنا وأن نكون جزءًا من هذا التغيير، وأن نحتضن التكنولوجيا الجديدة، وأن
نتعلم إستخدامها لصالحنا.
وشددت على أنه لن يحدث تقدم في التكنولوجيا دون تدخل بشري و أن العنصر البشري دوره مهم لصناعة و صيانة و
تطوير هذه التكنولوجيات و الأنظمة الحديثة. لذلك أفضل مجال للحصول علي وظائف في ظل الأتمتة سوف تكون من خلال
تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات و لغات البرمجة. و
وتساءلت الدكتورة غادة هل ستكون الدول العربية في طليعة أو نهاية هذه الحركة؟ هل نحن نعزز الابتكار والتقدم؟ هل نظام
التعليم لدينا يضع الأساس لأطفالنا لملء الوظائف التي سيتم إنشاؤها بسبب التقدم التكنولوجي و تطور أنظمة الذكاء
الاصطناعي؟ ام أننا ننتظر ان نعمل لجان ينبثق منها
اللجان لإيجاد حل و بالتأكيد لن نجد أن الأوان سوف يكون قد فات !.