"سكان غزة يواجهون أزمة مياه مالحة: الحياة تتحول إلى بدائية"
في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، بدأ أهالي قطاع غزة يلجؤون إلى استخدام مياه مالحة بشكل ملحوظ ،وقلة المياه العذبة الصالحة للشرب والاستخدام أجبرتهم على اتخاذ هذا الإجراء.
لم يستحموا منذ بداية القصف:
للأسف، لم يتمكن الكثيرون منهم من الاستحمام منذ بداية القصف الذي تعرضوا له، بدأوا في سحب مياه بحرية شديدة الملوحة لغسل أدواتهم البلاستيكية وللاستحمام، حيث يُفرغون هذه المياه على رؤوس أطفالهم ويستخدمون الصابون، وذلك بالقوة والضرورة، بسبب ندرة المياه العذبة.
سيطر التأقلم على حياتهم بشكل سريع، حيث بدأ الصغار والكبار على حد سواء في الاستحمام في مياه البحر، التي ليست بشكل أساسي صالحة للاستخدام بهذه الطريقة ،كانوا يستمتعون بالاستحمام بمياه عذبة بعد السباحة في الشاطئ قبل الحرب، لكنهم اليوم مضطرين للعيش بطريقة بدائية.
النساء تغسل الأغراض في المياه المالحة الغير صالحة:
النساء والفتيات في المنطقة واجهن صعوبة في الاستحمام في البحر بسبب عادات المجتمع وعدم توفر خيام خصوصية على الشاطئ، هذا دفعهن إلى الاكتفاء بغسل الملابس وتنظيف الأواني في المياه المالحة، التي ليست صالحة لذلك.
الجلوس في الشمس بعد الاستحمام حتى يجف الجسم:
بعد الاستحمام، يجلس الأهالي تحت أشعة الشمس لتجفيف أجسادهم من الماء، هذا الإجراء أصبح جزءًا من روتينهم اليومي.
بالرغم من وصول بعض المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك حوالي 33 شاحنة محملة بالمياه، إلا أن هذه الكمية غير كافية لتلبية احتياجات سكان القطاع، البالغ عددهم أكثر من 1.1 مليون نسمة، يظل هؤلاء السكان في حاجة ماسة إلى مياه عذبة للشرب والاستخدام اليومي.
رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، أكد أن الكمية المحدودة من المياه التي دخلت إلى القطاع لا تكفي سوى لإرواء عطش النازحين بشربة صغيرة تزن 55 ملم، هذا لا يكفي لتغذية طفل رضيع حتى في وجبة حليب واحدة، على الرغم من ذلك، تقول حكومة إسرائيل إنها فتحت خطوط لتوفير مياه عذبة جنوب غزة بهدف دفع المزيد من المدنيين الفلسطينيين للجوء إلى المناطق الآمنة، ولكن هذه الجهود لا تكفي لتلبية احتياجات السكان وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.