في الذكرى الأولى لرحيل جابر عصفور.. "القومي للترجمة" يصدر الطبعة العربية من "دليل القارئ إلى النظرية الأدبية المعاصرة"
صدرت حديثًا عن المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامي، الطبعة العربية من كتاب"دليل القارئ إلى النظرية الأدبية المعاصرة"، تأليف رامان سيلدن، بيتر ويدوسون و بيتر بروكر، ترجمة جابر عصفور وحسام نايل، تقديم محمد عناني.
في تقديم للكتاب بقلم الدكتور محمد عناني: يقدم الكتاب إلى القارئ نبذة موجزة عن أهم ملامح ما يسمى بالنظرية الأدبية الحديثة أو المعاصرة وإذا شئنا التعميم وإن تضمن قدرًا من التبسيط، قلنا إن النظرية الحديثة نشأت في دراسة اللغة من منظور جديد يتجاوز المناهج التقليدية المستمدة من تراث اللغات الكلاسيكية كاليونانية واللاتينية،بل العربية، وكانت تنحصر في النحو و في دلالة الألفاظ.
تقوم هذه المناهج على ما يسمى الرموز اللغوية، أى إحالة كل لفظ إلى ما يرمز إليه في العالم الخارجي و من ثم أصبح المدخل شبه الأوحد للدراسة اللغوية مدى دقة العلاقة بين اللفظ وما يرمز إليه ومدى الصواب في الإشارات الحقيقية "أى الحرفية" أو المجازية "أى المستعارة" و العلاقات المفترضة فيما بينهما استنادًا إلى المنطق الأرسطي، والاصرار على ثبات معان معينة، والابتعاد عن التأويل، وعن التشكيك في ثبات معاني الألفاظ مادية كانت أو مجردة.
و يستطرد الدكتور محمد عناني: "كان سوسير عالم اللغة السويسري أول من طالب بفصل العلاقة بين الألفاظ و ما تحيل إليه خارج اللغة؛إذ كان يرى أن لكل لغة نظامًا فكريًا متكاملاً يمكن استشفافه في أي نص من النصوص و من ثم نشأ علم العلامات أو السيمياء أو السيميوطيقا الذي يعني الدراسة المنهجية للنص باعتباره مجموعة من العلامات التي يشرح بعضًا ،ما دامت العلامة تجمع بين الدال و المدلول معًا.
و يختتم الدكتور محمد عناني تصديره للكتاب: "أخيرًا أرحب بقارئ هذه الطبعة ،التي أبدع ترجمتها جابر عصفور، الرجل العظيم، الذي وهب حياته للثقافة، واّمن بأن الترجمة قاطرة التقدم، وكان له الفضل بعد الله في إنشاء المركز القومي للترجمة وكل كتاب يصدره المركز ذكر باق له.