تعرف على حكم وضوابط الاعتكاف في المساجد
في إطار الطاعات الموسمية التي جعلها الله ميزة لعباده، يبرز سُنَّة الاعتكاف كواحدة من أبرز الطاعات الممكنة لتصحيح العبد وجهته نحو الله، واستدراك ما قد يكون قصَّر في جانب العبادة. يعتبر الاعتكاف لزاماً بالمسجد، وهو من السُنَّة المشروعة التي فعلها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وآله، وحافظ عليها بعض الصحابة الكرام.
تأتي السُنَّة بتفاصيلها المباركة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأوائل من شهر رمضان، ثم العشر الأوسط، ثم يواصل الاعتكاف في العشر الأواخر، بحثاً عن ليلة القدر، وفي بعض الأعوام اعتكف النبي في العشر الأواسط والأواخر معاً.
إلى جانب الاعتكاف في رمضان، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُعتكف في غيره من الأشهر، مما يدل على جواز الاعتكاف في كل زمان. وقد اتبع أصحابه وزوجاته هذا النهج، مما يعكس أهمية الاعتكاف كسُنَّة ماضية إلى يوم الدين.
تأتي آداب الاعتكاف كمرشد للمعتكفين لتجنب ما يُفْسِد عليه اعتكافهم، وتتضمن ترك المسجد إلا للضرورات، والحرص على الانقطاع عن الناس والتفرغ للطاعة والذكر والدعاء، مع المحافظة على نظافة المسجد وصيانته.
من الأمور المحظورة أثناء الاعتكاف، المغادرة لأمور غير ضرورية، مثل الجماع مع الزوجة أو التداوي، بالإضافة إلى الزيارات والتجارة، التي تفسد الانقطاع المرغوب من أجل طاعة الله.
بالالتزام بآداب الاعتكاف وتحقيق معانيه الروحية، يمكن للمعتكفين الاستمتاع بفوائد هذه العبادة المباركة والتقرب إلى الله بمزيد من الإخلاص والتفاني في الطاعة.