د غادة عامر.. مراكز البيانات والحوسبة السحابية المصرية ميزة تكتيكية لاستراتيجية دفاع وطني آمنة
قالت :أ.د. غادة محمد عامر
عميد كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
زميل ومحاضر الاكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية ،أصبحت مراكز البيانات جزءًا من نسيج الحياة اليومي ، من حيث تخزين ومعالجة البيانات الإنترنت، وضمان توفر البيانات دون تأخير من أجهزتنا الذكية، ودعم البيئات والتجارب الرقمية للمؤسسات. وأضافت إن الطبيعةالتكنولوجية لهذا العصر ولكل شيء حولنا سواء مدني او عسكري تعني أن أهمية مراكز البيانات امتدت إلى ان تكون جزء من الأمن القومي لأي دولة.
وأشارت "عامر"إن افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية أمس لهو نصر كبير ونقلة نوعية سوف تؤثر على جميع مجالات الأمن القومي المصري (المجال الاجتماعي – المجالي السياسي – المجال الاقتصادي – والمجال العسكري) بشكل إيجابي، مشيرة إلى لكي يعي المواطن العادي أهمية وخطورة الموضوع،ففي زمن التحول الرقمي في كل شيء والتطور التكنولوجي الهائل فيما حولنا، لافتة إلى أنه لابد أن تمتلك كل دولة مراكز بيانات خاصة بها، لإدارة وتخزين البيانات المجمعة من مواطنيها، تحت سيطرة حكومتها.
واوضحت أنه يمكن أن يفيد هذا النهج البلاد بشكل كبير من خلال ضمان عدم مغادرة بياناتها الحدود الوطنية، حتى لا يتم استهدافهم أو التلاعب بمعلوماتهم، إن تنفيذ مثل هذا النظام يمكن أن يعزز الأمن القومي من خلال تخفيف المخاوف المتعلقة بمشاركة البيانات الدولية.
وأشارت إلى إن ما قامت به الدولة المصرية بإنشاء وبتشغيل مراكز البيانات الخاصة بها لتخزين وإدارة البيانات المجمعة داخل حدودها مزايا كثيرة، مثل: احتفاظ الدولة بالبيانات داخل الحدود الوطنية وهذا سوف يؤدي إلى تقليل مخاطر المراقبة الأجنبية والقرصنة وسرقة البيانات فهو يضمن حماية المعلومات الحساسة من خلال الأطر القانونية والأمنية الخاصة بالبلد. كذلك سوف تؤدي إلى تحسين سيادة الدول على البيانات، وذلك من خلال التحكم في البيانات محليًا،
وأكدت يمكن للحكومات التأكد من أن ممارسات التعامل مع البيانات الخاصة بها تتوافق مع القوانين واللوائح الوطنية، مما يعزز السيادة على أصول المعلومات الخاصة بها. كذلك يمكن لمراكز البيانات المستضافة محليًا توفير وصول أسرع إلى البيانات لكل من الحكومة والمقيمين في الدولة، مما يؤدي إلى تحسين كفاءة الخدمات والتطبيقات عبر الإنترنت.
أضافت أيضا تمكن مراكز البيانات والحوسبة السحابية الدولة التي تمتلكها تصميم ممارسات إدارة البيانات الخاصة بها لتناسب الاحتياجات والأولويات المحلية بشكل أفضل، بما في ذلك تفضيلات اللغة والاعتبارات الثقافية والمتطلبات القانونية المحددة. ونوهت إلى أهميةتوفير الخصوصية لمعلومات مواطنيها من خلال التحكم الأكثر صرامة في البيانات، يمكن للبلدان تنفيذ إجراءات حماية خصوصية قوية لمواطنيها، مما قد يوفر مستوى أعلى من خصوصية البيانات مما قد توفره الشركات الدولية.
كذلك الفوائد الاقتصادية الكبيرة لمثل هذه المراكز التي تؤدي إلى تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص العمل، وتشجيع الابتكار التكنولوجي، وتعزيز نمو الصناعات المحلية المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني. وكميزة استراتيجية لمراكز البيانات المحلية إنها تقلل الاعتمادية، فوجود مراكز بيانات خاصة بالدولة يسمح لها بأن تكون أقل اعتمادًا على مقدمي الخدمات الدوليين، مما يقلل من الضعف في حالة النزاعات الدولية أو انقطاع الخدمة.
مؤكدةعلى الرغم من أهمية هذه المزايا، فمن المهم أيضًا مراعاة التحديات والمسؤوليات التي تأتي مع إدارة مراكز البيانات الوطنية، مثل الحاجة إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتأمين والقوى العاملة الماهرة والصيانة المستمرة لضمان الأمان والموثوقية. وهذا ما قامت وتقوم به الدولة المصرية الان، وقد تم شرح كل شيء أمس بوضوح وشفافية حتى يفهم المواطن العادي أن مصر تسير وبقوة وبأدوات مصرية للمستقبل الذي نعيشه الآن.