الجمعة 18 نوفمبر 2022 | 08:33 م

صناع الوعى

شارك الان

معركة الوعى هى الأهم حاليا..والفوز فى هذه المعركة هو السبيل لبقاء الأمم  ..وتغييب  الوعى عند الشعوب أصبح الطريق الأفضل لاسقاط الأمم..وصناعة الوعى أرى انها الصناعة الأهم التى يجب أن نعمل جميعا على النجاح فيها  ..والوعى هنا ليس الوعى السياسى او الوعى بحقوق الإنسان ولكنه يمتد ليشمل الوعى الصحى والثقافى والبيىء والدينى ..والمتابع لدعوات الرئيس المستمرة منذ سنوات وحتى الآن لاتخلو لقاء له إلا وطلب الاهتمام بالوعى فى كل الميادين بدء من الدعوة لتجديد الخطاب الدينى وحتى فى قيادة مؤتمر المناخ الذى شهدت مدينة شارم الشيخ فعالياته على مدار الاسبوع الماضى وحتى الآن...وكاى صناعة تأتى صناعة الوعى فهى تحتاج إلى مواد خام ومستلزمات اساسية وتحتاج إلى ايدى عاملة وتحتاج إلى مؤسسات ليكون لدينا منتج نهائي تستطيع تقديمه للمتلقى لنحصل على نتيجة إيجابية..ومصر الفرعونية وعلى جدران معابدها خطت أولى إرشادات تنمية الوعى  ..لاتلوث النهر  ..وعى بيئ ..لاتقتل لاتكذب وعى اخلاقى وعبر التاريخ كان وعى المصريين بقضايا وطنهم هو الواقع لهم منذوبان الثقافة المصرية   ..تعرضت مصر للغزو فى كل العصور لم تذب ثقافتنا ولم تضع قيمنا ولم تتحول لغتنا ..وكما قال عنها ابن بطوطة ..انها ام البلد قهرت قاهرتها الأمم وصفها الإسكندر بالجنة ووصلها نابليون بالنار ووصفها عبدالله بن عمر بالفردوس حين قال من أراد أن ينظر للفردوس فلينظر إليها حين يخضر زرعها وتنمو ثمارها .مصر منها الله كل أدوات صناعة الوعى منذ بداية التاريخ ..وحملت جدران معابدها ومخطوطات فراعنها  اول الكتابات واقدمها  ..فيها نشات الفنون التشكيلية والنحت والموسيقى وفيها ظهرت ديانة التوحيد وعلى أرضها اول حكومة واول جيش منظم واول حدود واضحة بل واول حرس حدود  .
 على أرضها اول بنايات معمارية ظلت شاهدة على فنها وروعة إبداعات أبنائها.. وا ول أدوات الحرب المطورة واول النظم والخطط الاقتصادية التى وضعها النبى يوسف وعزيزمصر   ..هذا التاريخ الرائع والقوى هو أساس وعى المصريين الذى يتعرض منذ سنوات طويلة لمحاولة غزوه وتغييبه حاول الفرنسيون والانجليز سنوات طويلة وفشلوا فى نسيت شعوب اخرى لغتها الأصلية..وتعرضت لمحاولة غزو فكرى متعددة ومتنوعة كلها تهدف إلى انتزاع ريادة مصر وتحويلها إلى دولة تابعة ..غزو وهابي واخر سلفى وثالث فنى ورابع ثقافى وربيع اسود وطابور طويل من المحاولات ..
 كل ذلك يدعونا إلى أن نبدأ حملة قوية لصناعة الوعى والحفاظ عليه ..لدينا المؤسسات الصناعة المدارس والجامعات والكنائس والمدارس ..لدينا الالاف من هذه المؤسسات لدينا أيضا اكثر من أربعة آلاف مركز شباب و٥٠٠قصر ثقافة و٥٠مركز نيل للإعلام ولدينا عشرات الصحف والقنوات التلفزيونية والشبكات الإذاعية  ..لدينا حاصلون على نوبل ومبدعون بقيمة العقاد وطه حسين وهيكل ولدينا ام كلثوم وحليم ولدينا محمد صلاح  ..كان لدينا صنايعية ثقافة مثقفون ..بضم الميم ..ولدينا مبدعين.. وكان لدينا قصور ثقافة يقودها سعد الدين وهبة كانت قوافلها تجوب مصر من اسوان لمطروح ..اغلب جيلنا رأى السينما على شاشة بيضاء لم تكن الا ملاءة عل حائط ..كنا نعرف اخبار الوطن وجولات الرئيس من جريدة مصر السينمائية وهى تعرض داخل السينما قبل الأفلام..تعلمنا على يد العريف وحفظنا قواعد الأدب والأخلاق من ظهر كراسات المدارس ..تربى وعينا على اغانى وطنية وحصص فى المدرسة للتربية الوطنية ..

 مصر لديها المادة الخام لصناعة الوعى ولديها المؤسسات الصناعية لهذه الصناعة ولدينا أسس ومضامين فقط مطلوب ان يبدأ صناع الوعى عملهم ..