خبير آثار يكشف عن حقائق جديدة حول مسار العائلة المقدسة
شهد وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، إطلاق شركة "المسار" للتنمية السياحية في احتفالية بأحد فنادق القاهرة الكبرى. تسعى الشركة إلى تطوير الخدمات في بعض نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أن المسار الحالي للعائلة المقدسة يعتمد على حلم بطريرك الإسكندرية، ثيوفيلوس الثالث والعشرين، المتوفى في عام 412م. حيث يُقال إن البطريرك رأى في منامه السيدة مريم العذراء، التي دلتّه على الأماكن التي أقامت فيها العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر.
ويستند الحلم المذكور إلى نص من إنجيل متى، الذي يروي كيف أمر ملاك الرب يوسف النجار بأخذ السيد المسيح وأمه والهرب إلى مصر هربًا من الملك هيرودس، الذي كان يخطط لقتل الطفل.
وأشار الدكتور ريحان إلى ثلاث إشكاليات تتعلق بمسار الرحلة. الأولى تتعلق بمرور العائلة المقدسة بمواقع حاميات رومانية مثل مدينة الفرما، التي كانت تحتوي على حامية رومانية، مما يشير إلى أن العائلة قد تجنبت هذه المواقع أو مرت بجنوبها.
أما الإشكالية الثانية، فتتعلق بحصن بابليون الذي كان مركزًا عسكريًا رئيسيًا للرومان، مما يجعل من غير المنطقي أن تمر العائلة المقدسة عبره أو تختبئ فيه.
الإشكالية الثالثة، كما يشير الدكتور ريحان، ترتبط برسم الأيقونات التقليدية التي تصور العائلة وهي تبحر في نهر النيل بمركب عادي، وليس بمركب شراعي، مما يجعل من الصعب تصور أنهم أبحروا من الشمال إلى الجنوب ضد تيار النهر.
ويوضح الدكتور ريحان أن كتاب الدكتور حجاجي إبراهيم، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية، قد قدم حلولًا لهذه الإشكاليات، مشيرًا إلى وجود طريقين لرحلة العائلة: الأول سري حتى موت الملك هيرودس، والثاني علني بعد وفاته. ويؤكد الدكتور ريحان أن هذا الطرح هو الأكثر توافقًا مع الحقائق الأثرية والتاريخية.
كما يدعو إلى إعادة النظر في المسار الحالي وإضافة ثلاث محطات جديدة وهي: كفر الدير بالشرقية، ودير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، وقرية الشيخ فضل، بناءً على الاكتشافات الجديدة.