جهاز محمول لتشخيص السرطان بسرعة ودقة وبتكلفة منخفضة
نجح فريق من الباحثين في جامعة تكساس، إل باسو، في تطوير جهاز محمول للكشف عن سرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستات، مما يوفر وسيلة سريعة وأقل تكلفة للتشخيص مقارنة بالطرق التقليدية، وفق ما نشرته صحيفة "ميديكال إكسبرس". ويُتوقع أن يسهم هذا الابتكار في تقليل معاناة مرضى السرطان، خاصةً في الدول النامية.
يعتمد الجهاز على تقنية "الميكروفلويديات"، التي تُعنى بدراسة السوائل على مستويات دقيقة، ما يسمح بتحليل عينات الدم واكتشاف المؤشرات الحيوية للسرطان باستخدام كميات ضئيلة جدًا من السوائل. ويتميز الجهاز بسهولة الاستخدام، حيث يعتمد على تصميم مبتكر يشبه اختبار الحمل، يُعرف بـ"ورقة في بركة بوليمر". تُوضع عينات الدم على ورق خاص يلتقط المؤشرات الحيوية لبروتينات السرطان، ويتغير لون الورق حسب شدة المرض، مما يكشف نوع السرطان ومرحلته.
أوضح البروفيسور شيو جون جيمس لي، رئيس فريق البحث من قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية، أن الجهاز يتميز بحساسية أعلى بـ10 مرات مقارنة بالطرق التقليدية، دون الحاجة إلى أدوات متخصصة. وأضاف: "يتمتع الجهاز بتكلفة منخفضة لا تتجاوز بضعة دولارات، ويتيح تشخيصًا دقيقًا في وقت قصير، مما يسهل توفير الرعاية للجميع بغض النظر عن الإمكانيات".
وأكد لي أن الطرق التقليدية، مثل اختبار ELISA، تتطلب أجهزة مكلفة ووقتًا يصل إلى 12 ساعة لتحليل العينات، في حين يُنجز الجهاز الجديد التشخيص خلال ساعة واحدة، ما يسهم في التشخيص المبكر، خصوصًا في المناطق التي تعاني من نقص الموارد الطبية.
وأشاد عميد كلية العلوم الدكتور روبرت كيركين بهذا الابتكار، مؤكدًا أنه سيحدث فرقًا كبيرًا في تشخيص السرطان بالبيئات ذات الموارد المحدودة، حيث يُقلل من زمن الكشف والحاجة إلى أجهزة باهظة، مما يُحسّن فرص بقاء المرضى على قيد الحياة.
سيخضع الجهاز لمزيد من الاختبارات السريرية، بهدف الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وهي خطوة ضرورية قبل اعتماده رسميًا للاستخدام في المؤسسات الطبية.