مرض السيلياك: اضطراب مناعي يصيب الأمعاء الدقيقة ويؤثر على حياة الملايين
يعد مرض السيلياك، أو الداء البطني، من الأمراض المناعية الشائعة التي تؤثر على الجهاز الهضمي، حيث يهاجم الجسم الأمعاء الدقيقة عند تناول مادة الجلوتين، وهو البروتين الموجود في القمح والشعير، ما يؤدي إلى تضرر الشعيرات المسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية، ويؤدي هذا الضرر إلى مشكلات صحية تمتد من سوء التغذية إلى ضعف كثافة العظام ومشكلات عصبية وحتى خطر الإصابة ببعض السرطانات.
الجلوتين وتأثيره على مرضى السيلياك
يعتبر الجلوتين، البروتين الذي يعطي العجين مرونته، مسببًا لرد فعل مناعي لدى مرضى السيلياك، ما يؤدي إلى تلف في الأمعاء الدقيقة ويؤثر سلبًا على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية اللازمة. ومع مرور الوقت، قد يتعرض المرضى لمضاعفات صحية خطيرة تتطلب رعاية طبية وتغذية دقيقة.
انتشار وتشخيص مرض السيلياك
تشير الإحصاءات إلى أن 1 من كل 100 شخص حول العالم يعاني من مرض السيلياك، إلا أن التشخيص السليم لا يشمل سوى 30% من المرضى، ما يزيد من أهمية رفع الوعي بضرورة الفحص المبكر واستشارة الأطباء المتخصصين في حال ظهور أعراض قد تشير إلى وجود هذا الاضطراب.
أنواع مرض السيلياك
يأتي مرض السيلياك بأشكال مختلفة، حيث تشمل الأنواع:
السيلياك الكلاسيكي: الذي يتميز بأعراض واضحة مثل الإسهال وفقدان الوزن وصعوبات في النمو.
السيلياك غير الكلاسيكي: يتميز بظهور أعراض غير هضمية، كاضطرابات الكبد وهشاشة العظام.
السيلياك الاحتمالي: يظهر في الحالات التي تكون فيها نتائج الفحوص إيجابية، ولكن دون تلف واضح في الأمعاء.
السيلياك المقاوم: حالة متقدمة تبقى فيها الأعراض بالرغم من اتباع حمية خالية من الجلوتين لفترة طويلة.
من الأهمية بمكان أن يتم التعامل مع مرض السيلياك تحت إشراف طبي لضمان حياة صحية للمرضى وتقليل احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة.