في ذكرى ميلادها الـ90..قصة اسم "فيروز" أسطورة الغناء العربي
في مثل هذا اليوم، 21 نوفمبر 1935، وُلدت في بيروت، الفتاة التي ستُصبح لاحقًا أسطورة في سماء الغناء العربي، نهاد حداد، الشهيرة فيروز. فيروز التي اختارتها الأقدار لتكون "جارة القمر" بصوتها الفريد، ولتبقى واحدة من أعظم الأيقونات في تاريخ الموسيقى العربية، تُخلّد ذكرى ميلادها هذا العام وهي تحمل رصيدًا غنيًا من الأعمال الفنية التي أضاءت سماء الفن لعقود طويلة.
نشأة بسيطة وصوت ملائكي
نشأت فيروز في حي زقاق البلاط في بيروت، حيث تقول في حديث لها عن طفولتها: "نشأتي الفقيرة علمتني التواضع ومحبة الناس والقدرة على الاحتمال وكراهية التظاهر". هذه التجربة الحياتية شكلت جزءًا من شخصية فيروز التي أحبها الجمهور لأصالتها وتواضعها.
أولى خطواتها نحو النجومية
بدأت فيروز الغناء بشكل هاوٍ في المنزل، أثناء قطف التين أو في مدرستها، ثم درست في "الكونسرفتوار" اللبناني لسنوات قليلة. وفي سن مبكرة، تعاونت فنيًا مع الأخوين رحباني، وهما من الرواد في تطوير الموسيقى الوطنية العربية. كان هذا التعاون نقطة انطلاقها نحو الشهرة، حيث منحها الشاعر سعيد عقل لقب "سفيرتنا إلى النجوم"، بينما اختار لها اسم "فيروز".
تعاونات فنية مع الأخوين رحباني
أنتج الأخوان رحباني لفين العديد من الأغاني التي ساهمت في جعلها واحدة من أشهر الأصوات العربية. بدأت مسيرتها المهنية مع "غروب" أول أغنية لها من ألحانهم، وواكب هذا النجاح دعوات لتغني في العديد من الإذاعات العربية.
أسطورة الغناء والمسرح
لم تقتصر مسيرة فيروز على الغناء فقط، بل امتدت إلى المسرح حيث قدمت ما يقارب الـ 25 مسرحية، كان أبرزها "عرس القرية" و"موسم العز". كما تميزت في الأعمال السينمائية، حيث شاركت في ثلاثية "بياع الخواتم"، "سفر بلك" و"بنت الحارس".
فيروز في الإذاعة المصرية
كانت للإذاعة المصرية دور كبير في تعزيز شهرة فيروز في مصر والعالم العربي، حيث دُعيت لتسجيل أغاني من تراث سيد درويش وداود حسني، وقدمتها بصوتها الرائع الذي أضاف بعدًا جديدًا لهذه الأعمال الخالدة.
علاقة فيروز بالعائلة والفن
على الرغم من الشهرة الواسعة التي حققتها، تبقى فيروز مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأسرتها، حيث تقول عن نفسها: "أنا في البيت نهاد حداد، أما فيروز فهو اسمي الفني". مع ذلك، لا يمكن إنكار أن فيروز كانت ولا تزال أسطورة في عالم الغناء، وأن اسمها سيظل محفورًا في ذاكرة كل من سمعه.
إرثها الفني
مساهمات فيروز لم تقتصر على الأغاني والمسارح فقط، بل تركت بصمة لا تُمحى في كل مشروع شاركت فيه، سواء مع الأخوين رحباني أو مع ابنها زياد الرحباني. من أغنياتها الشهيرة مثل "بحبك يا لبنان" و"راجعين يا هوى" إلى أغانيها السياسية والوطنية، ظلت فيروز دائمًا عنوانًا للجمال والإبداع.
في ذكرى ميلادها الـ90، تظل فيروز واحدة من أرقى وأجمل أصوات الفن العربي، باقية في قلوب جمهورها عبر الأجيال، كـ"جارة القمر" التي أضاءت سماء الفن.