إنجازات أثرية غير مسبوقة تُعيد اكتشاف تاريخ مصر
إنجازات أثرية غير مسبوقة تُعيد اكتشاف تاريخ مصر
في ظل الانتقادات التي تستهدف ملف الآثار في مصر، خاصة من بعض الجهات الإعلامية المعروفة بعدم حيادها، برزت إنجازات قطاع الآثار كإحدى العلامات البارزة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الدولة حققت نجاحات استثنائية في الاكتشافات الأثرية، الترميم، افتتاح المتاحف، استرداد الآثار، وتنظيم المعارض الدولية والمحلية، ما ساهم في تعزيز مكانة مصر الأثرية عالميًا.
شهد عام 2014 انطلاقة قوية مع اكتشافات أثرية هامة، أبرزها مقبرة رئيس سجلات الجيش المصري "باسر" من الأسرة العشرين، وتابوت لم يمس من قبل في مقبرة الوزير أمنحتب حوي بالأقصر. كما عُثر على مقبرة ضخمة تحتوي على 50 مومياء تُرجح ارتباطها بالملك تحتمس الرابع وأمنحتب الثالث.
في الفترة من 2015 إلى 2016، تم اكتشاف مقبرة أحد كبار رجال الدولة في عهد الملك سنوسرت الأول بمنطقة اللشت، ونقوش صخرية بمنطقة أسوان تعود لعصور ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى مقصورة قارب مقدس للملكة حتشبسوت بجزيرة ألفنتين.
تميز عام 2017 بالعثور على بقايا هرم من الأسرة الثالثة عشرة وصندوق يحتوي على نصوص ملكية، بالإضافة إلى أول جبانة آدمية تضم 17 مومياء بمنطقة تونا الجبل بالمنيا. كما تم الكشف عن أرضيات فسيفسائية رومانية بالإسكندرية ونقوش إسلامية بطريق قفط-القصير.
في عام 2018، تم اكتشاف ورشة تحنيط قديمة في سقارة صُنفت ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية عالميًا. كما تم الكشف عن طريقة نقل الكتل الحجرية من المحاجر أثناء بناء الأهرامات بعصر الملك خوفو.
خلال عامي 2019 و2020، تم اكتشاف خبيئة العساسيف التي تضم 30 تابوتًا ملونًا محفوظًا من القرن العاشر قبل الميلاد، ومقبرة "خوي" التي تعود لنهاية الأسرة الخامسة. كما تم العثور على تماثيل لآلهة مصرية قديمة بمنطقة سقارة، إلى جانب ورشة لصناعة الأثاث الجنائزي بوادي الملوك.
في عام 2023، عُثر على بقايا حوت قديم عمره 41 مليون سنة بوادي الريان، ومدينة رومانية بالأقصر تضم مناطق سكنية وورش حدادة، وبرجين للحمام يعودان للقرنين الثاني والثالث الميلاديين.
أكد الدكتور ريحان أن هذه الاكتشافات تمثل انعكاسًا لجهود الدولة في حماية الهوية المصرية وتعزيز مكانتها على خريطة التراث العالمي. وأضاف أن ما تم تحقيقه ليس مجرد اكتشافات أثرية، بل خطوة نحو إعادة كتابة تاريخ مصر وإبرازه للعالم بالشكل الذي يليق بعراقتها.