دراسة تكشف موقع "مجمع البحرين" في رأس محمد وتفسر طبيعته الجغرافية
كشفت دراسة حديثة للباحث صالح الصادق الرشيدي، المتخصص في العلوم الرقمية للقرآن الكريم، عن تحديد موقع "مجمع البحرين" الذي شهد لقاء نبي الله موسى مع الخضر، وذلك في منطقة رأس محمد الواقعة في جنوب سيناء. وقد اعتمدت الدراسة على تحليل الآيات 60 إلى 65 من سورة الكهف باستخدام برنامج جغرافيا المكان في قصص القرآن الكريم.
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، أن الآية 60 التي تشير إلى لقاء موسى بالخضر تقع في الجزء 15 من المصحف الشريف، في الصفحة 300، بينما توجد الآية 65 في الصفحة 301. ومن خلال دراسة عدد الكلمات والأحرف في هاتين الآيتين، تم التوصل إلى إحداثيات الموقع التي تتطابق مع رأس محمد، عند الإحداثيات 49/27/49N شمالًا و34/13/50E شرقًا، وهو ما أكدته نتائج البحث باستخدام برنامج "غوغل إيرث".
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن رأس محمد يتوافق مع ما وصفه القرآن الكريم بأنه "أرض رملية"، حيث يسهل تتبع آثار الأقدام على الرمال، كما ورد في قوله تعالى: "فارتدَّا على آثارِهما قصصًا". وأكدت دراسة أخرى اعتمدت على صور الأقمار الصناعية والزيارات الميدانية للموقع، أن "مجمع البحرين" يتضمن أربعة مواقع رئيسية هي: صخرة الحوت، الممر المائي، صخرة الارتداد، والرصيف البحري. هذه المواقع تشرح المسار الذي قطعته رحلة موسى والخضر وفقًا للنصوص القرآنية.
تشير الدراسة إلى أن كلمة "مجمع البحرين" تشير إلى الموقع الجغرافي الوحيد الذي يتطابق مع الوصف الوارد في القرآن، وهو رأس محمد، الذي يعد نقطة التقاء خليجَي السويس والعقبة في بحر واحد. كما أن الصخرة التي ذُكرت في القرآن والتي استخدمها موسى والخضر للاختباء لا يمكن أن تكون سوى الصخرة الموجودة في طريق الدخول إلى رأس محمد، وهي نقطة حاسمة في القصة.
وتكشف الدراسة أيضًا أن المسافة التي قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تقدر بحوالي 2 كم، وهي نفس المسافة التي قطعها موسى لاكتشاف فقدان الحوت. بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد موقع "مرسى السفينة" على الرصيف البحري القديم في الساحل الغربي لرأس محمد، وهو موقع محتمل كان يستخدم كمحطة راحة للسفن العابرة بين خليج السويس وخليج العقبة.
تؤكد هذه النتائج أن رأس محمد هو الموقع الذي شهد اللقاء التاريخي بين موسى والخضر، استنادًا إلى التحليل الجغرافي والقرآني.