زاهي حواس: كنز مصر الذي يستحق الاستثمار الصحيح
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن العالم المصري الدكتور زاهي حواس يُعد بمثابة "هبة مصر وكنز يستحق الاستفادة القصوى منه". وأوضح ريحان أن حواس، الذي يمتلك قبولًا عالميًا واسعًا، يروج للحضارة المصرية بأسلوبه الفريد والجذاب، ويعد خير سفير لها في مختلف أنحاء العالم. واعتبر أن هذا النوع من الترويج يعد أكثر فعالية من التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، التي قد تؤثر سلبًا على السياحة بدلاً من تعزيزها.
وأشار ريحان إلى أن الدكتور حواس كان أول من فكر في إنشاء إدارة الآثار المستردة، التي استطاعت استعادة 29 ألف قطعة أثرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم. كما أشار إلى إنشاء حواس لأول مرة إدارة آثار ما قبل التاريخ، التي حققت اكتشافات هائلة في مواقع غير متوقعة. ولفت إلى أن استرداد الآثار المصرية هو إحدى أولويات حواس، الذي يقود حملة شعبية لجمع مليون توقيع من أجل استعادة رأس نفرتيتي من ألمانيا، مشيرًا إلى أن التمثال خرج من مصر بشكل غير قانوني بعد التزوير الذي قام به عالم الآثار الألماني بورخارت.
كما أثنى ريحان على مؤلفات الدكتور حواس، التي لا تقتصر على القيمة الأثرية فقط، بل تشمل أيضًا جوانب أدبية متميزة، مثل كتابه عن الأسرة الرابعة في مصر القديمة، الذي يتضمن حكايات تاريخية تصلح لأن تتحول إلى أعمال درامية وسينمائية. وأكد أن أعمال حواس الأدبية يمكن أن تُترجم إلى أفلام وثائقية وسلسلات درامية، بالإضافة إلى إنتاج أفلام سينمائية ضخمة أو أفلام كرتونية للأطفال مستوحاة من التاريخ المصري القديم.
وتطرق ريحان أيضًا إلى اكتشاف حواس لمدينة عمال الأهرامات، التي تعد أقدم تجمع سكاني معروف في العالم، مؤكدًا أن هذه المدينة تعد مادة مثالية لإنتاج فيلم سينمائي. كما أشار إلى اكتشاف "مدينة صعود آتون" في الأقصر، التي تُعد واحدة من أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن الـ21، والتي تعود إلى عصر الملك أمنحتب الثالث وتستمر في عهد توت عنخ آمون.
وفي ختام حديثه، أكد ريحان أن الدكتور زاهي حواس يمثل خط الدفاع الأول ضد المزاعم الأفروسنتريكية، مشيرًا إلى ضرورة نشر محاضراته عبر وسائل الإعلام المختلفة من أجل الترويج للآثار المصرية في جميع أنحاء العالم.