دعوة لوقف معرض "الفنانون السود ومصر القديمة" بسبب التشويه المحتمل للحضارة المصرية

طالب الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، بوقف معرض "الطيران إلى مصر: الفنانون السود ومصر القديمة، 1876-الآن"، الذي يُقام حاليًا في متحف المتروبوليتان بنيويورك. وأكد ريحان أن المعرض يحمل إشارات تمس الهوية المصرية وتثير الجدل حول الحضارة القديمة.

بحسب إعلان المتحف، يركز المعرض على استكشاف تأثير مصر القديمة على الفن والثقافة السوداء خلال 150 عامًا. ويعرض حوالي 200 عمل فني يوضح كيفية استلهام الفنانين والعلماء السود من الرموز المصرية القديمة لتشكيل هوية توحيدية، بالإضافة إلى مساهماتهم في دراسة الحضارة المصرية.

أوضح الدكتور ريحان أن المعرض يتضمن مصطلحات مثيرة للجدل، مثل "هارلم" و"هوية"، مشيرًا إلى أن "هارلم" ترمز إلى النهضة الثقافية للسود في الولايات المتحدة خلال عشرينيات القرن العشرين، والتي ركزت على تعزيز الهوية السوداء ومقاومة الصور النمطية. واعتبر أن هذا الربط يشير إلى محاولة لإدراج الحضارة المصرية ضمن الهوية الثقافية للأفارقة السود.

أشار ريحان إلى ارتباط المعرض بأيديولوجيا "الأفروسنتريك"، التي تدعي أن الحضارة المصرية القديمة تنتمي إلى أصل أفريقي. وتروج هذه الحركة لمزاعم بأن المصريين القدماء كانوا ذوي بشرة سوداء، وأن المصريين الحاليين ليسوا أحفادهم، وهي ادعاءات تم الرد عليها علميًا. كما أضاف أن هذه الأيديولوجيا تتهم علماء المصريات بتزييف التاريخ من خلال التلاعب بالآثار.

دعا الدكتور ريحان وزارة السياحة والآثار إلى مخاطبة متحف المتروبوليتان لوقف المعرض فورًا، مشددًا على أن الحضارة المصرية تمثل علامة تجارية دولية ذات حقوق فكرية، ولا يجوز استغلالها دون موافقة الحكومة المصرية. كما اقترح وقف أي تعاون مع المتحف في حال عدم الاستجابة، بما في ذلك منع إقامة معارض للآثار المصرية داخله.

واختتم ريحان تصريحاته بالتأكيد على ضرورة حماية الحضارة المصرية والحفاظ على هويتها التاريخية من أي محاولات للتشويه أو الاستغلال.