ضحى ..أسرع ديليفرى فى مصر : دخلت مجال الديليفرى بالصدفة وأتمنى تأسيس أكبر شركة شحن فى مصر

لم تنتظر الوظيفة المناسبة تبحث عنها أوتأتى لها على طبق من فضة ، بل قررت أن تتخذ من الصدفة بداية للحصول على لقمة العيش ، ضاربة بكل الإنتقادات التى تتلقاها عرض الحائط و مستمرة بخطوات واثقة وثابته فى مجال من الصعب ،بل من المستحيل أن تقتحمه الكثير من البنات والفتيات . فى الحوار التالى تفاصيل أكثرعن ضحى محمد  أو "أسرع ديليفرى فى مصر " كما يطلق عليها متابعيها من رواد التواصل الإجتماعى الذين تخطى عددهم 340 ألف متابع .

البداية

فى البداية تحدثت ضحى عن نفسها وبدايتها مع الديليفرى قائلة:

اسمى ضحى محمد ،  ٢٧ سنه و تخرجت فى معهد الحاسبات والسكرتاريه وأسكن بإحدى المناطق الشعبية فى القاهرة ، وبعد التخرج عملت فى وظائف عديدة مرتبطة بمجال دراستى فإشتغلت لفترة كول سنتر كماعملت كسكرتيرة فى عيادة وعملت لفترة آخرى فى محلات ولم يخطر ببالى أبدا أن أعمل ديليفرى أو حتى  أن أدخل هذا المجال حتى جاءت إحدى صديقاتى التى كانت تعمل "مندوبة شحن " وتعرضت لظروف طارئة تمنعها من إستكمال العمل فطلبت منى توصيل الأوردرات المتبقية معها للعملاء بالنيابة عنها ، وبالفعل وافقت حتى لا تتعرض لمشكلة أو تخسر أموالها .

وتضيف : بعد ذلك  طلبت مني صاحبة العمل أن أستمر معها فى العمل لأنها كانت في حاجه لمندوب شحن وبالفعل وافقت على العمل مؤقتا حتي أجد وظيفة آخري مناسبة .وبعد فترة من شعرت أننى أحب هذا العمل جدا وبعد أن كنت أتعامل مع الموضوع على أساس أنه عمل مؤقت ،قررت الإستمرار فيه و الحمد لله مر أكثر من عامين  على عملى كمندوبة شحن وأنا حاليا راضية وسعيدة جدا بعملى.

قرارشراء "سكوتر"

وعن قرارها بشراء سكوتر يساعدها فى العمل تقول ضحى : ظللت أكثر من عام كامل أعمل كمندوبة شحن بإستخدام كل وسائل المواصلات من مترو الأنفاق  أو الأوتوبيسات أو الميكروباصات وحتى التكاتك ، وكنت أضطر للسير لمسافات كبيرة جدا للوصول إلى عناوين العملاء خاصة عندما أذهب إلى عملاء بالمدن الجديدة وكنت دائما ما أفكر فى أننى لو كنت أمتلك سيارة سيكون الأمر بالفعل أسهل كثيرا لكن فى الواقع إمكانياتى المادية لم تتح لى شراء سيارة ووقتها لاحظت وجود العديد من البنات والسيدات التى تركب سكوتر لتوصيل أولادها المدارس أو النوادي وفكرت في شراء سكوتر للعمل وبالفعل بدأت أوفر ثمنه بالتدريج والحمد لله جمعت ثمنه وقمت بشراؤه حتى قبل أن أتعلم سواقته وإستطعت تعليم  نفسي بنفسي داخل الجراج إلى أن أتقنت سواقة السكوتر وبدأت أستخدمه فى العمل .

رأى الأهل و الأصدقاء

وعن رد فعل أهلها عندما علموا برغبتها فى العمل كمندوبة شحن ، تؤكد ضحى أنها لاقت رفض شديد من أهلها وأصدقائها و كل معارفها عندما علموا أنها سوف تعمل ديليفرى وكذلك عندما قررت  شراء سكوتر ،الأمر الذى جعلها تواجه كل هذا الرفض وتصرعلى موقفها وتقنعهم برغبتها وحبها لهذا العمل .

مميزات العمل كمندوبة شحن

وعن مزايا وعيوب العمل كمندوبة شحن ،توضح  ضحى أن حبها لهذه المهنة هو ما جعلها تشعر بمزاياها أكثر من عيوبها ،وتضيف : هناك الكثير ممن يعملون  فى هذا المجال يعتبرونه عمل عادى ليس أكثر ، لكننى أتعامل مع عملى كهواية وبالتالى أشعر بأننى صنعت مميزات لهذه الوظيفة من شدة حبى لها  وخاصة وأننى أقابل ناس جديدة وأذهب لأماكن لم أذهب إليها من قبل وبالتالي أصبحت أجد متعتي فيها ، وأصبحت لدى رغبة شديدة فى الإستمرار فيها وتطويرها .

مشاكل وصعوبات

وعن أهم الصعوبات أو المشكلات التى تواجهها ضحى تقول : أواجه العديد من الصعوبات بدءا من إنتقاد كل من حولى لى وتحذيرى الدائم من هذا العمل ورغبتهم المستمرة فى منعى من العمل كمندوبة شحن لأنها وظيفة لا تناسب البنات على الإطلاق ،وتضيف : كما أشعر بحالة من القلق فى حالة الذهاب إلى مكان خطر أو مهجور أوهادىء أكثر من اللازم أو عندما أضطر للذهاب إلى مكان لا أعرفه كما أتعرض فى بعض الأحيان إلى التنمر والشتيمة من المارة فى الشوارع ، لذلك أنصح أى بنت ترغب فى العمل كديليفرى أن يكون لديها من الذكاء والحكمة وحسن التصرف ما يجعلها قادرة على التعامل مع الناس ومواجهة أى موقف صعب .

شروط توصيل الأوردر :

وعن أهم الشروط التى تضعها ضحى لإستلام الأوردرات وتوصيلها ، تقول : وضعت عدد من الشروط المنطقية لحمايتى من التعرض لأى  مخاطر كبيرة وهى نتاج خبرتى وتعاملاتى مع الناس خلال عملى لأكثر من عامين ، ومن أهم تلك الشروط أننى لا أستلم أى أوردر مغلق فأنا من حقى أن أعرف ما الذى أحمله وأقوم بتوصيله ، كذلك لا أستلم أى أوردر من مكان مجهول أو غريب ولا أستلم أو أسلم أى شىء فى الشارع بل أشترط الحصول على الأوردر من مكان أو عنوان واضح ومعلوم .

وتؤكد ضحى أنها تحرص على تقديم نصائح من خلال صفحتها على الفيسبوك لكل بنت ترغب فى العمل كمندوبة شحن لتوعيتها بكيفية التعامل مع المواقف المختلفة ،لأن هذه الشغلانه خطر جدا ويمكن أن تعرض البنات لمواقف سيئة أو صعبة  أبسطها الخطف أو السرقة  . وتشير إلى أنها بدأت العمل من خلال فكرة "الشجرة "، فمثلا إحدى معارفها تبيع منتجات أونلاين  تعرفها على صديقتها وهذه الأخيرة تقوم بتوصيلها بأختها أو إحدى قريباتها وهكذا حتى   كونت سلسلة من العلاقات والمعارف التى جعلتها تستمر في هذه الوظيفة فهى فى النهاية لا تذهب لأى شخص يتصل بها ويطلب منها توصيل أوردر.

أغرب الأوردرات

 و عن أغرب الأوردرات التى قامت ضحى بتوصيلها ، تقول: من أغرب الأوردرات التى قمت بتوصيلها  كانت "بطانية" لكن حجمها كبير جدا بصورة مبالغ فيها ،لدرجة أننى واجهت صعوبة شديدة فى وضعها على السكوتر وكان هذا الأمر بالنسبة لى غريب جدا، كذلك من الأوردرات الغريبة التى قمت بتوصيلها كان أوردر "بخور" بحجم اللبان أو البونبون ، وكان هذا هو أصغر طلب قمت بتوصيله .

دعم وتشجيع  العملاء

وعن كيفية تعامل العملاء معها تقول ضحى : أجد الكثير من الدعم والتشجيع من معظم العملاء عندما يعرفون أننى مندوبة الشحن ، لكننى على الجانب الآخر تعرضت للنصب حوالى 3 مرات آخرهم إضطررت لرفع قضية ضد أحد الأشخاص الذى نصب عليا وهو الآن فى مرحلة التفاوض معى لرد فلوسى حتى أتنازل عن القضية .

مقابل مادى مجزى

وعن المقابل المادى الذى تحصل عليه تؤكد ضحى أنها فى البداية لم تكن تحصل على أى دخل من هذه الوظيفة لكنها مع الوقت ومع كثرة عدد الأوردرات بدأت تحقق مكسب جيد ، وتشير إلى أن كل مندوب يحدد  السعر الذى يريده فى إطار التسعيره المعروفة للمناطق وأسعار التوصيل عموما ،وتضيف :  فى البداية كنت أحصل على 50 جنيها مصاريف شحن لكننى قررت أن أخفضها لـ 40 جنيها حتى أساعد كل البنات والشباب الذين  يعملون أونلاين على العمل أكثر كنوعا من التعاون فمن الضرورى أن نساعد بعضنا البعض وأن نقدر ظروف بعضنا حتى تزداد حركة البيع والشراء .

لقب "أسرع ديليفرى فى مصر "

وعن تلقيبها بأسرع ديليفرى فى مصر ، تشير ضحى إلى أن العملاء هم من أطلقوا عليها هذا اللقب ، لأنهم دائما ما يقولون لها " أنت بتوصلى بسرعة جدا أنت فعلا أسرع ديليفرى فى مصر" ، وتضيف : فعلا الحمد لله أنا أتميز بالسرعة لأننى لا أترك الأوردرات معى لأكتر من يومين .

طموح

وعن طموحاتها وأحلامها تقول ضحى : لن أترك هذه الوظيفة مطلقا ،بل أتمنى تطويرها من خلال تأسيس أكبر شركة شحن فى مصر لتوصيل الطلبات بكل سهولة وأمان ، فحتى إذا توقفت عن الشحن بنفسى لكننى سوف أستمر فى هذا المجال عموما وأنوى تطويره وتنميته بشكل كبير .