الاحتفال بالليلة الكبيرة لمولد السيدة نفيسة: مراسم وروحانية في القاهرة
تحتفل الطرق الصوفية في مصر اليوم بالليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة، حفيدة الإمام الحسن بن علي، في أجواء روحانية يعكسها إقبال الزوار على مسجد السيدة نفيسة في القاهرة. ومع اقتراب هذا اليوم المبارك، يقوم أبناء الطرق الصوفية بتوزيع الطعام والشراب على المصلين في الشوارع المحيطة بالمسجد، حيث يشهد المكان حضورًا مكثفًا من رجال الشرطة لتنظيم حركة المرور وتأمين الاحتفالات.
حياة السيدة نفيسة: العلم والعبادة
ولدت السيدة نفيسة في مكة المكرمة عام 145 هـ، وترعرعت في المدينة المنورة حيث درست على يد كبار العلماء في المسجد النبوي. عُرفت بلقب "نفيسة العلم" بسبب سعيها الدائم للحصول على العلم، وتُعد من أبرز العابدات في تاريخ الإسلام. لها مواقف عديدة تعكس تقواها، فقد حجت 30 مرة، وأدت معظمها سيرا على الأقدام. كانت تتعلق بأستار الكعبة وتدعو قائلة: "إلهي، متعني برضاك ولا تحجبني عنك".
قدوم السيدة نفيسة إلى مصر
وصلت السيدة نفيسة إلى مصر في 26 من رمضان عام 193 هـ، مع زوجها وأبنائها، حيث استقبلها المصريون في العريش استقبالًا حافلًا قبل أن تنتقل إلى القاهرة. ومنذ ذلك الحين أصبح قبرها مزارًا لآلاف الزوار الذين يأتون للترحم عليها والتبرك بمقامها.
احتفالات هذا العام
في هذه الليلة المباركة، تقوم الطرق الصوفية بنصب خيام خدماتها في الشوارع المحيطة بمسجد السيدة نفيسة بعد الحصول على التصاريح اللازمة. تقدم هذه الخيام الطعام والشراب للزوار، مع حضور مكثف من قوات الأمن لضمان التنظيم وحماية المحتفلين. وتُعد هذه الاحتفالات مناسبة سنوية مهمة للمصريين، تحمل فيها الذكرى الروحية للسيدة نفيسة التي تمثل نموذجًا في العبادة والعلم.
الوفاة والميراث الروحي
توفيت السيدة نفيسة عام 208 هـ أثناء صيامها، بعد أن قرأت جزءًا من سورة الأنعام. وقد أثرت حياتها الروحية في الكثيرين، حيث كان الإمام الشافعي يطلب منها الدعاء كلما نزلت به نازلة.
تظل السيدة نفيسة رمزًا دينيًا وروحيًا في التاريخ الإسلامي، ويستمر المصريون في إحياء ذكرى مولدها كل عام، معربين عن محبتهم واعتزازهم بمقامها العظيم.