الأربعاء 4 ديسمبر 2024 | 09:11 م

السبب غياب حنان الأم.. اعترافات صادمة وتحليل نفسي لجريمة سفاح الغربية

شارك الان

في جلسة أمام محكمة جنايات المحلة الكبرى، اعترف المتهم عبد ربه.م، المعروف بـ"سفاح الغربية"، بارتكاب خمس جرائم قتل على مدار سنوات، مستعيدًا تفاصيل أولى جرائمه التي وقعت في طفولته عندما كان عمره ثماني سنوات.

قال المتهم: "كنت ألعب مع طفلة رضيعة وأقوم بنزع السكاتة من فمها، حتى دخلت أمها وأختها ووجدتاها ميتة بين يديّ. هربت إلى المنزل وقتها، وتعرضت لضرب شديد من أمي. هذه الحادثة الوحيدة التي أذكر فيها أمي."

الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، قدم تحليلاً مفصلاً حول شخصية السفاح، مشيرًا إلى أن الجذور النفسية لهذا النوع من الجرائم غالبًا ما تعود إلى صدمات أو اضطرابات في الطفولة. وأوضح أن السلوك السادي العنيف يظهر في سن مبكرة نتيجة صراعات نفسية داخلية أو تأثيرات قاسية في البيئة المحيطة.

وأضاف فرويز: "السفاح بدأ أولى جرائمه برمزية واضحة، حيث اعتبر الرضيعة نموذجًا للسيدات. مع مرور الوقت، تطورت لديه كراهية شديدة دفعت إلى ارتكاب جرائم متسلسلة، دون أي شعور بالذنب أو تأنيب للضمير."

وأشار إلى أن غياب الحنان والتعرض لقسوة شديدة من الوالدين يؤديان في كثير من الأحيان إلى تكوين شخصية عدائية قد تتطور إلى الإجرام. وتابع: "هذا النوع من الشخصيات ينمو في بيئات قاسية تفتقر إلى التوازن العاطفي، ما يخلق دوافع للعنف والسادية."

القضية تفتح ملف أهمية التربية السليمة ودعم الصحة النفسية للأطفال، خاصة في البيئات الأسرية الصعبة، كوسيلة للوقاية من السلوكيات الإجرامية المستقبلية. كما تسلط الضوء على ضرورة الكشف المبكر عن السلوكيات العدوانية لمعالجتها قبل أن تتفاقم.