مستقبل سوريا بعد الأسد.. تحولات الشرق الأوسط على المحك
تحت عنوان "لماذا قد تجلب المنعطفات القادمة في سوريا أهوالاً أعظم من الأسد"، تناولت صحيفة تليجراف البريطانية مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، محذرة من تداعيات لا يمكن التنبؤ بها وسط تسارع الأحداث.
وفقًا للصحيفة، فإن الثورة التي استمرت 13 عامًا انتهت خلال 11 يومًا فقط، لكن سقوط النظام لا يعني بالضرورة نهاية الصراع. على العكس، قد يكون بداية لتحولات جيوسياسية كبرى وإعادة رسم لخريطة النفوذ في الشرق الأوسط.
تحولات كبرى في ميزان القوى
أشارت الصحيفة إلى أن انتقال السلطة في سوريا من الأقلية العلوية إلى الأغلبية السنية سيعيد تشكيل المشهد السياسي، مما يهدد نفوذ إيران وروسيا في المنطقة.
روسيا، التي دعمت نظام الأسد عسكريًا، تواجه خطر فقدان قواعدها الاستراتيجية في طرطوس وحميميم، ما يعني خسارتها نفوذًا مهمًا في شرق المتوسط.
أما إيران، فقد باتت أكثر ضعفًا مع تراجع قدرات حلفائها في المنطقة مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، مما يضعف نفوذها الإقليمي بشكل كبير.
صراع داخلي وانقسامات
التحولات الداخلية في سوريا تنذر بصراع جديد بين الفصائل المختلفة التي تسعى لتأمين نفوذها في سوريا الجديدة. نقلت الصحيفة عن مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، قوله إن هذه اللحظة تمثل فرصة لإعادة بناء سوريا على أسس ديمقراطية، لكن هذا التفاؤل قد يصطدم بحقيقة أن الفصائل المسلحة لا تزال تمتلك أسلحتها، ما قد يؤدي إلى تصاعد النزاعات.
على الصعيد الدولي، أبدى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موقفًا سلبيًا تجاه التدخل في سوريا، مؤكدًا أن "هذه ليست معركتنا"، وهو ما قد يزيد من جرأة الفصائل المسلحة على فرض سيطرتها بالقوة.
مستقبل غامض
تختم الصحيفة تحليلها بالإشارة إلى أن سقوط نظام الأسد قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع، حيث ستواجه سوريا تحديات ضخمة لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار، في ظل غياب توافق دولي وإقليمي على شكل النظام القادم.