"آية أبي حيدر".. موهبة صاعدة في سماء بيروت
•موهبة وصانعة محتوى شابة فرضت نفسها على الساحة
موهبة فنية شابة قلما نراها هذه الأيام، ترفض اختزال موهبتها وإبداعها الفني في قالب فني محدد، تخاطب بمحتواها القيم الجيل الشاب، في مجتمع تضيق فيه مساحة التعبير، تدافع عن النسوية وتقوم بعرض ما تمر بها بلادها الأم بيروت من اضطرابات داخلية في الوقت الراهن من خلال مجموعة "ستوريز" عبر انستجرام؛ لتمتعها بفن صناعة محتوى الفيديو باحترافية لا مثيل لها؛ تدافع عن حقوق المهاجرين وتبرز صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي في دعم القضية الفلسطينية، لذا تميزت وباتت موضع حديث عدد لا بأس به من الجمهور فهي صانعة محتوى ذات موقف في زمن عز فيه أصحاب المواقف؛ في مسيرتها الفنية على الشاشة والمسرح لمعت وأبدعت في تقمص الأدوار بإتقان، تؤمن حسب ما أيقنت خلال متابعتي لمسيرتها الفنية التي تعج بسيل من الأعمال الفنية الممتعة بأن الفنان الواعي هو الذي يحرص على تغيير جلده بين الحين والآخر، ويبحث عن أعمال تضمن له البقاء في ذاكرة الجمهور، حديثي الآن عن الموهبة الشابة «آية أبي حيدر» والتي أبدعت العام الماضي بتقديمها شخصية «مريم» في مسلسل 'تغيير جو" والتي لامست بإطلالاتها على الشاشة المتابعين فكانت خير نموذج لنجمة تمضي قدمًا لاعتلاء قمة الشاشة العربية في بيروت وخارجها.
يممت حيدر وجهها نحو الفن مبكرًا، فهي التي يطغو عليها الإبداع رغمًا عنها، إبداع مُحلى بقدر مساوِ من الثقافة والذكاء، طاوعت شغفها بالفن فطاوعها الجمهور وأحب ما تقدم، حتى باتت واحدة من أبرز الممثلات على الشاشة والتي ينتظرهن المجد عن قريب، من خلال تقدميها لعدد من الأعمال الفنية ما بين الدراما والسينما والمسرح والتي تمكنت من خلالها من جذب أعين المشاهدين نحوها، تسعى دومًا للنجاح في عالم الفنّ متسلحة بالصبر والدهاء.
•نشأة الموهبة الاستثنائية وبزوغ اسمها
تعد حيدر من خريجي "قيم المسرح" من الجامعة اللبنانية، كما وأنها حاصلة على إجادة في تخصص"التسويق" من الجامعة اللبنانية الأمريكية، اشتُهرت بنشر فيديوهات قصيرة ظريفة على صفحتها مع voiceover، بدايتها الفنية على الشاشة كانت من خلال ظهورها في أفلام قصيرة، وظهرت في مسرحيات عدّة في بيروت، يعد تغيير جو هو أول دور كبير لها خارج الشاشة اللبنانية على الرغم من أن العمل عُرض الجزء الأكبر منه في لبنان، نتذكرها أيضًا من خلال فيديو كليب جيمز دين لكايروكي والذي من خلاله زاع سيطها بين العوام، إضافة لدورها المتقن في مسلسل نظرة حب، وسرعان ما صعد نجمها تارة تلو التارة لتسطر نفسها بأحرف من ذهب على الساحة الفنية كواحدة من الممثلات الصاعدات اللاتي تلألأن على الشاشات والميديا والتي برهنت خلالها أننا أمام شحنة فية قادمة بسرعة الصاروخ.
•نجاح تغيير جو وإشادات واسعة
الانفتاح غالبًا ما يكون الطريق الوحيد للمضي قدمًا والسير في تلقبات الحياة، لا أحد يمر دون جروح، ولو حتى مشى بكفين مغلقين بإحكام، ولأن لكل منا محطة في حياته تنقله من منزلة إلى أخرى، من ظلمات الأزقة إلى أضواء المدينة فقد كان مسلسل «تغيير جو» نقطة مضيئة لمعت في مسيرة حيدر والتي أحدثت لها ثقلًا خاصًا على ساحة التمثيل.
تجسيد حيدر لشخصية «مريم» التي قدمتها في مسلسل «تغيير جو» بطولة الفنانة المصرية منة شلبي العام الماضي يعد واحدًا من أشهر أدوارها حتى الآن والتي قدمتها بإجادة منقطعة النظير على الرغم من التحديات الصعبة التي واجهتها والاضطرابات التي تمكنت من إلمام جميع جوانبها حتى أطلت علينا بأداء تمثيلي مميز للغاية.
•مسيرة فنية حافلة
نحن الآن أمام موهبة سارت صوب طرق النجاح حتى حققت ما تمنت بتمتعها بقاعدة جماهيرية وشهرة كبيرة، شهرة لم تكن نتاج يوم وليلة، فليس من اليسير إطلاقًا أن تلعب ممثلة شخصيات متعددة، وكل شخصية بأداء مغاير بتاتًا عن الأخرى، وذلك التحدي الدقيق الذي يظهر جوهر الفنان الحقيقي ويمنحه مكانة خاصة بين ركب الكبار.