كامل كيلاني.. رائد أدب الطفل وشخصية معرضه
كاتب ومؤلف وأديب مصري، من رواد أدب الطفل في العالم العربي، أسس مدرسة إبداعية تخرّج فيها عدد كبير من كُتاب أدب الطفل، إنه الأديب الراحل “كامل كيلاني”، الذي تحتفي به الدولة المصرية نظرًا لجهوده المتميزة في تأسيس المكتبة المصرية العريقة في أدب الطفل، ليحل هذا العام شخصية معرض كتاب الطفل، في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54.
في حي القلعة بمحافظة القاهرة، ولد كامل كيلاني إبراهيم كيلاني، في العشرين من أكتوبر لعام 1897م، لينشأ في فترة غلبت عليها الأساطير والحكايات الشعبية، الأمر الذي أثر في نشأته، حيث عكف على القراءة والحفظ، فحفظ قُرابة 20 ألف قصيدة لكبار الشعراء العرب، وحفظ القرآن الكريم بالكُتّاب قبل دراسته الابتدائية وأنهى مراحل تعليمه، ليطلق بعدها لخياله العنان، ويبدأ رحلة من أمتع رحلات الإبداع العربي.
بعد حفظه القرآن الكريم بالكُتّاب، بدأ كيلاني رحلة التعليم الابتدائي، فالثانوي، ثم حصل على البكالوريا، ليلتحق بالجامعة المصرية، ويدرس الأدب العربي والإنجليزي والفرنسي، وأنهى دراسته بالحصول على ليسانس الآداب في قسم اللغة الإنجليزية، وكان أثناء دراسته بالجامعة قد قرر في نفس الوقت الالتحاق بمدرسة “دانتي” لدراسة الأدب الإيطالي.
أبدع “كيلاني” في ميادين عديدة، منها التدريس والترجمة، ثم عمل موظفًا بوزارة الأوقاف، حيث تولّى تصحيح الأساليب اللغوية إلى أن شغل منصب سكرتير المجلس الأعلى للأوقاف، كما عمل في مجال الصحافة والأدب، وشغل منصب “رئيس نادي الممثلون الحديث” في عام 1918م، ثم رئيس تحرير مجلة “الرجاء” التي تأسست عام 1922م، ثم أصبح سكرتيرًا لمجمع الأدب العربي في الفترة ما بين 1922 إلي 1932.
بدأت رحلة “كيلاني” مع أدب الطفل عام 1929م، حينما حَلُمَ بتأسيس مكتبة للطفل، وبدأ في تحقيق الحلم على أرض الواقع، وكان يرى أن حوار قصص الأطفال يجب أن يكون بالفصحى، واعتمد في موضوعات حكاياته على الأساطير والأدب العالمي والأدب الشعبي، وكان حريصًا على الجانب الأخلاقي في كتابته للأطفال، على اعتبارها وسيلة للتربية والتعليم ونشر الوعي والمعرفة في آن، علاوة على أنه أول من توجّه بالحديث للأطفال عبر أثير الإذاعة المصرية.
تُرجمت أعمال “كيلاني” إلى اللغات الصينية، والروسية، والإسبانية، والإنجليزية، والفرنسية، ومن أبرز ترجماته للشباب “حي بن يقظان، جاليفر، روبنسون كروزو، شمشون الجبار”، وتُعد قصة “عنقود العنب”، ومجموعة “كليلة ودمنة للأطفال”، وقصة “بنت الصباغ”، و”جحا قال”، و”أساطير أفريقية”، و”قصص هندية”، و”الملك العجيب”، و”خاتم الذكرى”، من أهم مؤلفاته للأطفال، ومن أبرز وأهم مؤلفاته الأخرى في غير أدب الطفل: “الملك النجار، نظرات في تاريخ الإسلام، ملوك الطوائف، مصارع الخلفاء، مصارع الأعيان، ذكريات الأقطار الشقيقة”، وأطلق عليه النقاد لقب “رائد أدب الطفل في العالم العربي”.
كرّمت الدولة المصرية أديب ورائد أدب الطفل كامل كيلاني، الذي حرص على الإشارة إلى تكريمات الدولة له في الصفحات الأولى من إصداراته.. وتقديرًا لمشواره في أدب الطفل، قدّم المجلس الأعلى للفنون والأدب جائزة تحمل اسمه وتُمنح للأعمال الأدبية الموجهة للطفل.
رحل كامل كيلاني عن عالمنا في العاشر من أكتوبر من عام 1959م، بعد أن أسس مكتبة خاصة وفريدة في أدب الطفل، أصبحت فنارًا يسترشد به كُتّاب الطفل من بعده، ومَعينًا تنهل منه أجيال مُتعاقبة في مصر والعالم العربي.