ريم بسيوني تكشف أسرار رواية "الحلواني" ورحلتها مع التاريخ في معرض الكتاب
شهدت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة مميزة ضمن محور "كتاب وجوائز"، حيث استضافت الكاتبة والروائية ريم بسيوني، الفائزة بجائزة الشيخ زايد، في حوار أدار الإعلامي محمد عبده بدوي.
الكتابة التاريخية برؤية روائية
في مستهل الندوة، أشاد بدوي بأهمية محور "كتاب وجوائز"، الذي يسلط الضوء على أبرز الكتاب والروائيين الحاصلين على جوائز أدبية مرموقة، مؤكدًا على أهمية الكتاب في تشكيل وعي الإنسان.
كما أثنى على أسلوب ريم بسيوني في تقديم التاريخ بأسلوب روائي جذاب، وهو ما يجعل قراءتها أشبه برحلة ممتعة في الماضي، مشيرًا إلى أن أعمالها تعكس خبرتها الأكاديمية في علم الاجتماع ودقتها في تناول الأحداث التاريخية.
ومن جانبها، أعربت بسيوني عن سعادتها بالمشاركة، موضحةً أن شغفها بالتاريخ بدأ منذ الطفولة، حيث تأثرت بمعلمتها التي غيرت نظرتها إليه.
وأشارت إلى أن روايتها "أولاد الناس" كانت بمثابة عودة إلى شغفها الأول، مؤكدة أن الحكم على أي عصر يجب أن يكون من خلال إرثه الحضاري، وليس فقط من خلال الروايات المتداولة.
وحول روايتها "الحلواني"، كشفت بسيوني عن الصعوبات التي واجهتها أثناء البحث في العصر الفاطمي، مشيرةً إلى ندرة المصادر التاريخية بسبب إهمال العصور اللاحقة لتوثيقه.
وأوضحت أنها استعانت بمؤرخين أجانب للحصول على رؤى مختلفة حول هذه الفترة، مؤكدةً أن الكتابة التاريخية يجب أن تجمع بين الدقة العلمية والخيال الروائي، مع الالتزام بالمصادر الموثقة.
كما تحدثت الكاتبة عن أسلوبها في الكتابة، موضحةً أنها تحرص على استخدام لغة بسيطة وسلسة تسهل الوصول إلى القارئ، مع الاحتفاظ بالمصطلحات التاريخية التي تعكس روح العصر، لكنها تعمل على تبسيطها لضمان وضوحها.
وكشفت أنها أعادت كتابة رواية "الغواص" عدة مرات لتحقيق التوازن بين اللغة التاريخية والوضوح المعاصر.
وعن مشروعاتها القادمة، أوضحت بسيوني أنها لم تحسم بعد ما إذا كانت ستواصل الكتابة التاريخية أو ستتجه إلى مسارات جديدة، لكنها أكدت أن التصوف يعد جزءًا محوريًا لا يمكن إغفاله في أي تناول تاريخي، كونه يمثل ركيزة أساسية في الفكر الإسلامي والفلسفة الشرقية.
واختتمت الندوة بالإشارة إلى التحديات التي تواجهها بعد كتابتها لشخصية "الغواص" في روايتها الأخيرة، حيث كان شخصية متعددة الأبعاد تجمع بين الفلسفة، الفقه، والطب، ما يجعل خلق شخصية جديدة بنفس العمق تحديًا كبيرًا في أعمالها المستقبلية.