الإعلام الرياضي".. نقاش حول صحافة الملاعب في معرض الكتاب
استضافت اليوم قاعة "فكر وإبداع"، ضمن نشاط "كاتب وكتاب"، ندوة لمناقشة كتاب "الإعلام الرياضي المصري بين الماضي والحاضر" للكاتب والمؤرخ إبراهيم مسيحة.
قدم الندوة التي أقيمت على هامش انعقاد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، الكاتب محمد جمال الدين، وناقشه العميد السابق لكلية الإعلام الدكتور سامي عبدالعزيز، والصحفي سمير الجمل، في حضور كوكبة من صحفيي الرياضة والمعلقين.
استهل الندوة محمد جمال الدين وقال إن المؤرخ إبراهيم مسيحة شديد الاجتهاد والبحث، ويمتلك روحًا وإرادة قوية، وله إطلالات مهمة في عالم الكتابة، آخرها كتابه "الإعلام الرياضي المصري بين الماضي والحاضر"، فهو يتناول محطات وتواريخ مهمة من أرشيف الصحافة الرياضية، مشيرًا إلى ما قدمه الإعلامي والصحفي الكبير فهمي عمر، والذي تأثر به الجيل الأقدم من خلال تعليقاته في الراديو، مع اعتياد الناس متابعة الصحف للحصول على نتائج البطولات الرياضية.
وأضاف الكاتب محمد جمال أنه منذ بداية الصحافة الرياضية تطورت وسائل الإعلام وقفزت حتى تحولت لما وصفه بـ"السيولة المرعبة" التي بثت روح التعصب.
ومن جانبه، أكد الكاتب والمؤرخ إبراهيم مسيحة أنه متابع جيد للإعلام منذ بداياته التلفزيونية، وقرأ الصحف جميعها، وتعرّف على النقاد الرياضيين الكبار، وأبرزهم فهمي عمر.
واستطرد مسيحة، خلال الندوة، في الحديث عن كواليس جمعه للمادة الأرشيفية لكتابه من خلال المؤسسات الصحفية ووحدة المايكروفيلم في مؤسسة الأهرام التي استفاد منها، حتى إنه لم يتمكن من ضم كل القصص في كتابه وقد يحتاج أجزاءً أخرى فيما بعد.
وأضاف مسيحة أنه تتبع الإعلام الرياضي منذ أن كان مقصورًا على الصحافة فقط، مشيرًا إلى أن إبراهيم علام هو رائد النقد الرياضي في مصر.
ومن القصص الطريفة التي سردها مسيحة في كتابه، خلال الندوة، موقف صحيفة الأهرام المُعادي للرياضة قبل 100 عام، والسبب أن الإنجليز أدخلوا كرة القدم إلى مصر عام 1892، وكان المصريون يعتقدون أن هذه اللعبة مضيعة للوقت، لكن تغيرت الحال بمرور الوقت بعدما انتبه الصحفي آنذاك إبراهيم علام ولفت نظر رئيس التحرير لأهمية الرياضة ومتابعة أخبارها، فنشرت الصحيفة أول مقال رياضي عام 1895، وأسست أول قسم لأخبار الرياضة في الخمسينيات من القرن العشرين، ولحقتها صحيفة الجمهورية عام 1953، والتي بدورها اهتمت بالرياضة النسائية.
وفيما يتعلق بالإعلام المرئي والمسموع، تحدث عن الإذاعة في فترة العشرينيات، والتي خاطبت قطاعًا أكبر من الجمهور، خاصة أولئك الذين لا يقرأون، لافتا إلى أن ظهور الإذاعة تزامن مع رواج وظهور رياضة الملاكمة في مصر، وتصدر عرفة السيد عناوين الأخبار الرياضية، وتتبع وسائل الإعلام حتى ظهور إذاعة الشباب والرياضة وقنوات الرياضة الفضائية المتخصصة.
وتحدث مسيحة أيضا عن مرحلة الصحف المتخصصة في الرياضة، والتي تناولت رياضات مختلفة، مثل الرياضي، والكرة والملاعب، وجرائد الأندية مثل جريدة نادي القاهرة وجريدتي الزمالك والأهلي.
واعتبر مسيحة أن أهم حادث رياضي من وجهة نظره هو حادث فريق أبطال مصر في السلاح عام 1958، إذ كانوا مرشحين للفوز ببطولة العالم، لكن الفريق لقى مصرعه بالكامل في حادث تحطم طائرة بالقرب من أيرلندا.
وبدوره، يرى أستاذ الإعلام سامي عبدالعزيز، أن هناك علاقة قوية بين الرياضة والمزاج العام، مشددًا على أهمية هذا النوع من الصحافة، فإما أنه يدعو للاصطفاف أو يكون وسيلة للاختلاف.
وتساءل عبدالعزيز: هل كل من يعمل في الإعلام الرياضي مؤهل لهذا؟ محذرًا من أن التعصب مرضٌ لعين قد يصيب أي أمّة فيفتك بها، وطالب بعدم السماح بظهور الإعلاميين الرياضيين دون الحصول على تراخيص تؤهلهم لذلك.
على جانب آخر، انتقد الإعلامي سمير الجمل حال الإعلام السائد حاليا، إذ يسوده الضجيج والصخب، مع انتشار ظواهر مثل الأولتراس وأساليب التشجيع المنحرفة، واستغلال الشباب في أعمال العنف والتخريب من خلال كرة القدم. وفي تقديره يرى الجمل أن استديوهات التحليل جميعها أصبحت سطحية مع غياب الثقافة والرؤية.