شيخ الأزهر يدعو إلى التقريب بين المذاهب ويشيد بموقف الأمة تجاه فلسطين

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن قضية التقريب بين المذاهب الإسلامية ظلت تشغل أذهان العلماء لعقود طويلة، مشددًا على ضرورة تحويلها من إطارها النظري إلى واقع عملي يسهم في تعزيز وحدة الأمة.

وخلال كلمته في مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي المنعقد في البحرين تحت عنوان "أمة واحدة.. ومصير مشترك"، أشار شيخ الأزهر إلى الجهود التي بذلتها دار التقريب في القاهرة، والتي أصدرت مجلة "رسالة الإسلام" على مدار ثماني سنوات، إضافة إلى العديد من الأبحاث والكتب التي تناولت القضية بعمق.

وأوضح الإمام الأكبر أن العالم الإسلامي يواجه تحديات كبرى تتطلب تضافر الجهود وتفعيل قنوات الحوار بين مختلف مكونات الأمة، مع احترام سيادة الدول وخصوصياتها. وأعرب عن أمله في أن يخرج المؤتمر بخطة قابلة للتنفيذ تهدف إلى ترسيخ الحوار ونبذ التعصب والخلافات الطائفية، مشددًا على ضرورة وقف خطابات الكراهية التي تزرع بذور الفتنة داخل المجتمعات الإسلامية.

كما دعا إلى استلهام التجارب الناجحة في العالم، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي تمكن، رغم تنوعه العرقي والديني، من بناء كيان موحد يحقق مصالحه، متسائلًا: "لماذا تعجز الأمة الإسلامية عن تحقيق اتحاد مماثل يقوم على المشتركات العديدة التي تجمعها؟"

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد شيخ الأزهر أن محاولات تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم تمثل اعتداءً صارخًا، لكنه أشاد بالموقف الموحد للأمة العربية والإسلامية في مواجهة هذا المخطط، معتبرًا أن هذا التكاتف يعيد الأمل في إمكانية استعادة الوحدة الإسلامية.

واختتم كلمته بتقديم مقترح لوضع "ميثاق للأخوة الإسلامية"، يستند إلى القيم المشتركة بين مختلف المذاهب، داعيًا علماء الأمة إلى تبني هذا المشروع لتعزيز التفاهم والتعايش بين المسلمين. كما وجه شكره إلى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة على رعايته للمؤتمر واهتمامه بقضايا الأمة في هذه المرحلة الدقيقة.