التراث المسيحي في الإسلام: مكانة السيد المسيح والسيدة العذراء في القرآن الكريم

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، على المكانة العظيمة التي يحظى بها السيد المسيح عليه السلام والسيدة مريم العذراء في الإسلام، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم تناول سيرتهما في العديد من الآيات والسور. جاء ذلك في بيان أصدرته الحملة ردًا على تصريحات أثارها أحد الفنانين مؤخرًا.

وأوضح ريحان أن السيد المسيح عليه السلام ذُكر في القرآن الكريم في 33 آية موزعة على 13 سورة، حيث ورد باسمه "عيسى"، وبصفته "المسيح"، وبكنيته "ابن مريم"، ما يعكس أهميته ومكانته. كما لفت إلى أن معجزاته ذُكرت بوضوح، خاصة في سورة آل عمران، حيث وردت معجزاته الطبية التي أيدها الله بها.

أما السيدة مريم العذراء، فقد أشار ريحان إلى أن الله اصطفاها وطهرها على نساء العالمين، كما ورد في سورة آل عمران، حيث ذُكرت 11 مرة في القرآن الكريم. وتجلت مكانتها أيضًا في الإشارة إلى رحلتها إلى مصر مع السيد المسيح عليه السلام، وهو ما ورد في سورة المؤمنون، حيث وُصفت مصر بأنها "ربوة ذات قرار ومعين"، ما يدل على أنها كانت ملاذًا آمنًا للعائلة المقدسة.

وأضاف ريحان أن التراث المسيحي انعكس في القرآن الكريم من خلال الإشارة إلى معالم دينية بارزة، مثل محراب السيدة مريم الذي كانت تتعبد فيه، والذي تطور لاحقًا إلى نظام "القلاية" في الأديرة المسيحية، ومنها إلى شكل الدير المتكامل. كما أشار إلى أن البشارة بالسيد المسيح التي جسدتها أشهر الأيقونات المسيحية جاءت في سورة آل عمران، وهو ما يؤكد عمق هذا التراث في التاريخ الإسلامي.

كما لفت إلى أن اتجاه الكنائس ناحية الشرق يرتبط بذكر القرآن لانتقال السيدة مريم إلى "مكان شرقي" عند تلقيها البشارة، موضحًا أن ذلك أصبح عنصرًا أساسيًا في العمارة الكنسية. وأشار أيضًا إلى ذكر المباني المسيحية في القرآن، مثل "الصوامع" التي تعني قلايا الرهبان، و"البيع" التي تعني الكنائس، مؤكدًا أن الآية الكريمة شددت على حماية دور العبادة وعدم هدمها.

واختتم ريحان بالإشارة إلى المائدة الربانية التي ورد ذكرها في سورة المائدة، والتي جسدها ليوناردو دافنشي في لوحته الشهيرة "العشاء الأخير"، مؤكدًا أن هذا التراث المسيحي ليس منفصلًا عن الحضارة الإسلامية، بل يمثل جزءًا أصيلًا من التاريخ المشترك.