ناصر الدين الأسد وطه حسين.. مواجهة التلميذ والأستاذ حول الشعر الجاهلي
شهدت القاعة الرئيسية "صلاح جاهين" ضمن النشاط الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، إقامة ندوة بعنوان "بن ناصر الدين الأسد وطه حسين"، بمشاركة كل من الدكتور محمد السعودي، الدكتور عمر الفجاوي الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الأردن، وأدارها الناقد إيهاب الملاح.
في البداية أكد بشر ناصر الدين الأسد، أن والدي ناصر الدين الأسد كان منهجة في الحياة لا يختلف كثيرا عن منهجة في الأدب، فقد كان دقيقًا ويتمحص كل شىء، فقد كان يتحدث في المنزل اللغة العربية الفصحى بسلاسة تجعلك لا تشعر أنها لغة عربية فصحى وكانها لغة عامية، وقد كان رحمة الله عليه لدية وقت دائما للصغير والكبير رغم انشغالاته الدائمة، كما كانت علاقته مع الناس في منتهى التواضع.
من جانبه أكد الدكتور محمد سعودي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالأردن، أن طه حسين كان مثقفًا جذريًا، فقد اقتحم طه حسين قضايا جدلية لم يقتحمها أحد غيره، مما عرض طه حسين إلى هجوم كبير، أما الدكتور ناصر الدين الأسد فقد كان شخص محببا فكرا وسلوكا وقد تلميذًا وفيًا لأستاذه طه حسين وكل الأساتذة الذين تتلمذ على يديهم.
وأضاف أن الدكتور ناصر الدين الأسد، حينما خرج بكتاب "في مصادر الشعر الجاهلي"، يتشكك فيه في المصادر التي اعتمدها الدكتور طه حسين في كتابة "في الشعر الجاهلي" الذى حاول من خلاله تأكيد أن الشعر الجاهلي الذى وصلنا هو شعر منحول، لم يكن يقصد ناصر الدين الأسد من خلال هذا الكتاب أو البحث إحراج أستاذة ولكنه أعتمد في دراسته على البحث والاستدلال والمنطق لإثبات أن الشعر الجاهلي الذى وصلنا ليس منحولا كما قال الدكتور طه حسين في كتابة.
وأشار إلى أن الدكتور ناصر الدين الأسد يدافع أن أفكاره بجرأة شديدة، كما أنه ساهم في جرأة الطلاب للتعرض للقضايا الكبرى، وهذا ليس غريبا عليه خاصة أنه أعتاد الميل إلى العقل والمنطق والجرأة في المواجهة، كما كان يسعى إلى الإجتهاد فقد كان في دراساته وفي كتبه يدعو إلى الاجتهاد وهذا ظهر من خلال كتابه "في مصادر الشعر الجاهلي" .
على جانب أخر قال الدكتور عمر الفجاوي، إن طه حسين هو من قال عن نفسه انا غاضب ومغضب وساخط ومسخط، وعلى هذا فإن ناصر الدين الأسد كان مختلفا مع أستاذه حد الاتفاق، وأيضًا كان متفقا مع أستاذه طه حسين حد الاختلاف، فقد كانت المراسلات بين طه حسين وناصر الدين الأسد تحمل الأنفة العلمية، فقد استقال طه حسين من عمادة كلية الآداب لعدم أحترام أوامره.
وأضاف أنه حينما ذهب بالمصادفة إلى منزل طه حسين في راماتان بعدما وصلت إلى القاهرة، ودخلت بالمصادفة إلى مكتبة طه حسين عيني وقعت بالصدفة في مكتبته فوجدت كتاب "في مصادر الشعر الجاهلي" الذى ألفه ناصر الدين الأسد ويحمل إهداء رغم أن هذا الكتاب كان يحمل نقدا لكتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين وهذا ما يوصف أنهم كان مختلفين إلى حد الاتفاق ومتفقين إلى حد الاختلاف.