
في زيارة تاريخية إلى وارسو.. البابا تواضروس يؤكد: الكنيسة صوت للضمير لا أداة للسلطة
أجرى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، زيارة رسمية لكلية أوروبا في ناتولين بالعاصمة البولندية وارسو، مساء الجمعة، في إطار جولته الرعوية إلى إيبارشية وسط أوروبا، ضمن برنامج الزيارات الخارجية للكنيسة لعام 2025.
استُقبل البابا بحفاوة من قبل نائب رئيس الكلية، السيدة إيفا أوشنيتسكا تاميتسكا، وعدد من الأكاديميين والمتخصصين، بحضور السفير المصري لدى بولندا أحمد الأنصاري، ونيافة الأنبا جيوفاني، أسقف إيبارشية وسط أوروبا.
وألقى البابا محاضرة بعنوان "في العالم ولكن ليس من العالم.. رسالة الكنيسة والخير العام في العصر الحديث"، تناول فيها دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في التفاعل مع المجتمع، مؤكداً أنها تقوم بدورها كشاهد يحمل قيم المحبة والرجاء، لا ككيان سلطوي أو سياسي.
وقال البابا في كلمته إن الكنيسة القبطية، الممتدة جذورها في أرض مصر، تتحرك بروح مسؤولة نحو القضايا العامة دون أن تنخرط في الأجندات السياسية، مشدداً على أن "الكنيسة لا تسعى لتكون دولة داخل الدولة، بل بوصلة أخلاقية للمجتمع، وملاذًا آمنًا للإنسان".
ولفت إلى أن مصر كانت الملاذ الآمن للعائلة المقدسة، ما أضفى على الكنيسة القبطية بعدًا روحيًا عميقًا، مشيراً إلى أن الرهبنة وُلدت في صحارى وادي النيل على يد القديس أنطونيوس الكبير، وهي تقليد روحي امتد تأثيره شرقًا وغربًا.
وفي سياق حديثه عن التحديات الراهنة، أشار إلى تصاعد أشكال جديدة من التطرف، ليس الديني فحسب، بل العلماني أيضًا، داعيًا الكنيسة إلى التمسك بدورها التوازني، بعيدًا عن العزلة أو الاستغلال السياسي.
كما استعرض مساهمات الكنيسة عبر التاريخ في مجالات التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية، مشددًا على أن دورها الحقيقي هو "حفظ الروح الجماعية"، لا مجرد حماية المباني، وقال: "يمكننا دائمًا إعادة البناء، لكن لا يمكننا أن نتخلى عن رسالتنا في خدمة الإنسان".
وفي ختام كلمته، وجّه رسالة إلى الحضور قائلاً: "لا تخافوا من الانخراط في مجتمعاتكم، أحبوا أوطانكم ودافعوا عن القيم الإنسانية بروح التواضع، فبهذا فقط يُصان الكرامة ويُصنع السلام".


استطلاع راى
مع أم ضد انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الصور
نعم
لا
اسعار اليوم

