تامر الكفراوي.. رحلة دكتور مصري نحو جائزة Breakthrough في الفيزياء الأساسية لعام 2025

يعدًا واحدًا من الكوادر الجامعية المشهود لها بالكفاءة والعمل الدأوب الأكاديمي، اتخذ العلم منواله وملاذه في الحياة بداية من حياته الدراسية طالبًا ثم معيدًا متدرجًا بالألقاب وصولًا لدرجة الدكتوراه، فهو ابن كلية العلوم جامعة عين شمس، والحديث عن الدكتور «تامر الكفراوي» الذي أُججت مجهوداته العلمية السخية رفقة مجموعة من الباحثين في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية «سيرن» بسويسرا إلى حصولهم جميعًا على جائزة Breakthrough في الفيزياء الأساسية، والتي مثل الكفراوي فيها جامعته بولاية فلوريدا وجامعة عين شمس؛ ليسطر الدكتور المصري اسمه بين كبار العلماء والباحثين الفيزيائيين في العالم لهذا العام 2025؛ بحصده لهذه الجائزة المرموقة والمعروفة بـ أوسكار العلوم داخل الوسط العلمي.

* من هو الدكتور تامر الكفراوي.. جوائز وإنجازات 

بعد حصوله على جائزة Breakthrough في الفيزياء الأساسية، أُحيط حول الدكتور «تامر الكفراوي» عددًا من التساؤلات بين العوام؛ حيث عزم كثيرون على معروفة سيرته الذاتية؛ لتكون بالنسبة لهم مصدرًا للتعرف عليه من ناحية ودافعًا ملهمًا لهم على المضي قدمًا لحصد جوائز علمية كبرى في الوسط العلمي تيمنًا بمسيرته الناجحة التي ظهر صداها لامعًا بحصد لأوسكار العلوم لعام 2025.

واستنادًا إلى تصاريح صحفية منسوبة له، توضح لنا عدد من المعلومات حوله، فإنه تامر محمد سامي الكفراوي، أستاذ بقسم الفيزياء كلية العلوم جامعة عين شمس، حصل على جوائز جمة ما بين الصعيدين المحلي والدولي، ولعل من أبرزها حصوله على جوائز النشر الدولي بجامعة عين شمس، وجائزة محمد أمين لطفي في الفيزياء لعام 2015، إلى جانب جوائز بحثية عديدة بالولايات المتحدة الأمريكية خلال وبعد فترة ظفره بدرجة الدكتوراه، التحث بمنظمة «سيرن» عام 2013 باحثًا لما بعد الدكتوراه، وتقلد عددًا من الأدوار القيادية ممثلًا لجامعة فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.

* حصوله على جائزة Breakthrough في الفيزياء الأساسية لعام 2025.. تحديات وصعاب

لم يكن «الكفراوي» الباحث الوحيد الذي تم منحه جائزة Breakthrough في الفيزياء الأساسية لعام 2025، إذ أن الجائزة مُنحت لفريق علمي كبير وكان الكفراوي واحدًا من ضمن هذا الفريق، حيث تم اختيار فريق البحث العلمي أو الأفراد الفائزين على حسب الإسهامات العلمية التي تم إنجازها، والتي تركزت أيضًا بصورة كبيرة من الفريق على البحث حول المادة المظلمة في الكون، والتي تمثل سرًا علميا كبيرًا لم يتم كشفه حتى الآن.

وكان التنافس قائمًا مع جميع فرق البحث العلمي للفيزياء على مستوى العالم، حيث يجاهد الباحثين والعلماء؛ لقياس المادة المظلمة بطريقة غير مباشرة في تجربة CMS باستخدام كواشف الميونات، كجسيمات محتملة التكون من اضمحلال المادة المظلمة.

وعن شعوره بعد تخليد اسمه على رأس قائمة الفائزين بـ «Breakthrough - أوسكار العلوم»، أشار «الكفراوي» في تصريحات صحفية نُسبت إليه بأن شعوره هو الشكر لله، فهو الموفق والمستعان دومًا، وأن أفضل تكريم له هو تكريم الله وليس تكريم البشر.

وعن المجهودات التي قادت «الكفراوي» لنيل الجائزة فقد تركزت الأبحاث الصادرة بصورة كبيرة -حسب تصريحات أوفى بها الكفراوي- على تجربة CMS بـ «سيرن» على البحث عن المادة المظلمة المختفية في الكون، والتي تمثل لغزًا كبيرًا حتى هذه اللحظة، حيث يتمحور البحث عن جسيمات فائقة التماثل وهو أحد أهداف الأبحاث في سيرن عموما وتجربة CMS بالخصوص، إضافة إلى دخول الفريق البحثي في دوامة تحديات كبيرة خلال إنتاج وتطوير كواشف جسيمات الميونات كجسيمات محتملة التكون من اضمحلال المادة المظلمة، وتمثلت في صعوبات تقنية وبرمجية ومالية للوصول للصورة النهائية لكواشف الميونات، بعد اجتيازها 8 مراحل من مراحل Quality Control.

* مجهودات الكفراوي مع البحث العلمي

نشر وأشرف «الكفراوي» منذ بداية سعيه العلمي وصولًا بالوقت الراهن على أكثر من 500 بحث في كبرى المجلات العالمية الذائع صيتها، وتركزت أبحاثه على المادة المظلمة المأمول تولدها بواسطة المصادم الهادروني الكبير، حيث ساهم في تطوير وتشغيل كواشف الميونات ضمن تجربة CMS، وأشرف على مشروعات بحثية؛ لتقليل الضوضاء، وتحسين أداء الإلكترونيات الأمامية لكواشف الميونات، كما وأشرف على تحليل بيانات CMS المرتبطة ببوابات Higgs وVector، وعلى تحكيم واعتماد أبحاث الميونات بتجربة CMS، ويعمل محكمًا دوليًا لمجلات مرموقة مثل Physical Review Letters.