الدخان الأسود يغلف سماء الفاتيكان: فشل أولى جولات انتخاب البابا الجديد

في مشهد رمزي طال انتظاره، تصاعد الدخان الأسود مساء الأربعاء من مدخنة كنيسة سيستين بالفاتيكان، مُعلناً أن الجولة الأولى من تصويت الكرادلة لم تُسفر عن انتخاب بابا جديد لخلافة الكرسي الرسولي.

ويعكس هذا الدخان، الذي تراقبه أعين الملايين حول العالم، نتيجة أول اقتراع سري يجريه مجمع الكرادلة المغلق، المعروف باسم "الكونكلاف"، لاختيار الزعيم الروحي الجديد لأكثر من 1.4 مليار كاثوليكي.

ووفقاً للتقاليد المتبعة، فإن الدخان الأسود يعني عدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلوبة، وهي ثلثا الأصوات، لتولي المنصب البابوي.

يُذكر أن الكرادلة قد دخلوا في عزلة تامة داخل كنيسة سيستين صباح اليوم، في أجواء يغلب عليها الطابع التأملي والديني، حيث لا يُسمح لهم بالتواصل مع العالم الخارجي حتى انتهاء عملية الانتخاب.

ويُتوقع أن تتواصل جولات التصويت خلال الأيام المقبلة، مع إشارات متكررة إلى السماء بلونَي الدخان المعتادَين: الأسود لعدم التوافق، والأبيض للإعلان عن انتخاب البابا.

ويُعد مجمع الكونكلاف أحد أعرق الطقوس الكنسية في العالم، حيث تعود جذوره إلى القرن الثالث عشر.

ويُجرى في أجواء من السرية التامة، وتُحرص الكنيسة على الالتزام الصارم بالبروتوكولات الموروثة، بدءاً من عزل الكرادلة وحتى إشعال أوراق التصويت لإصدار إشارة الدخان.

وما زال ملايين الكاثوليك حول العالم يترقبون لحظة الإعلان الرسمي عن "البابا الجديد"، والتي تُبث مباشرة من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، حيث يُطلّ مسؤول في الكنيسة ليعلن العبارة التاريخية: "Habemus Papam" أي "لدينا بابا".