

طرابلس على صفيح ساخن: اغتيال قيادي أمني بارز واحتجاجات على نتائج الانتخابات وسط مخاوف من انفجار الوضع

تعيش العاصمة الليبية طرابلس على وقع تطورات أمنية وسياسية خطيرة، بعد اغتيال قيادي أمني بارز، وتصاعد الغضب الشعبي إثر اتهامات بتزوير نتائج الانتخابات البلدية، وسط مؤشرات تنذر بانفجار محتمل للوضع في أي لحظة.
وبدأت شرارة التوتر بعد أن احتشد عشرات المواطنين أمام سرايا المدينة، احتجاجًا على نتائج الانتخابات، متهمين اللجنة المشرفة بالتلاعب في عمليات الفرز.
وأكد مناصرو لائحة "حراس المدينة" أن محاضر الفرز لم تُوقّع من ممثلي القوائم، ما اعتبروه "انتهاكًا واضحًا لنزاهة العملية الانتخابية"، وحال دون تقديم طعون قانونية.
الاحتجاجات ترافقت مع تداول وثائق مسرّبة وصور لمستندات انتخابية قال الناشطون إنها تحتوي على أرقام وأسماء غير دقيقة، ما زاد من حالة الاحتقان الشعبي، خاصة بعد انتشار أنباء عن طمس بعض بيانات الفرز الرسمية.
وفي تصعيد ميداني خطير، أكدت مصادر محلية اغتيال عبد الغني الككلي، الشهير بـ"غنيوة"، قائد جهاز دعم الاستقرار، أثناء وجوده في مقر اللواء 444 قتال.
وحتى اللحظة، لا تزال الملابسات غامضة، وسط تضارب في الروايات بشأن ما إذا كان قد تم استدراجه أو أنه قُتل خلال اجتماع رسمي، بينما انتشرت مقاطع فيديو توثق لحظة مقتله ومقتل عدد من مرافقيه.
وعقب الاغتيال، شهدت طرابلس انتشارًا أمنيًا كثيفًا وإغلاقًا للطرق الرئيسية، خاصة المؤدية إلى ساحة النور ومنطقة البرّانية، التي سُمع فيها دوي إطلاق نار كثيف. كما أصدرت وزارة الداخلية تعليمات عاجلة للمواطنين بعدم مغادرة منازلهم حتى إشعار آخر.
وتزايدت المخاوف بعد تحرك أرتال عسكرية من مصراتة باتجاه طرابلس، ما دفع مراقبين إلى التحذير من احتمال اندلاع مواجهات مسلحة بين الفصائل، في ظل صمت رسمي من حكومة الدبيبة، واختفاء أبرز المسؤولين عن المشهد الأمني منذ مساء أمس.
وتعليقًا على الأوضاع، دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، محذّرة من انزلاق البلاد إلى دوامة عنف جديدة تهدد العملية السياسية الهشة.
وتأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية، حيث تشهد ليبيا مرحلة دقيقة تتطلب توافقًا وطنيًا، فيما يخشى المواطنون من عودة سيناريو الفوضى والانقسام الأمني والعسكري.


استطلاع راى
هل تؤيد تعديل قانون الإيجار القديم بما يضمن تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر؟
نعم
لا
اسعار اليوم
