النيران تلتهم منزل طفولة الأميرة ديانا.. حريق غامض يمحو ذاكرة 500 عام

شهدت مزرعة "ألثورب هاوس" التاريخية في إنجلترا، وهي منزل الطفولة الخاص بالأميرة الراحلة ديانا، حريقًا مدمرًا مساء الثلاثاء، أسفر عن تدمير أحد المباني المرتبطة بذكريات الأميرة التي تربت في هذا المكان عقب طلاق والديها وحتى زواجها من الأمير تشارلز عام 1981.

وأكد تشارلز سبنسر، شقيق الأميرة ديانا، في منشور له عبر حساباته الرسمية، أن الحريق شبّ في إحدى المزارع التابعة للملكية التاريخية، مشيرًا إلى أن الحادث نجم عن "عمل تخريبي" متعمد، دون تسجيل إصابات بشرية، حيث كانت المزرعة خالية وقت اندلاع النيران.

ونشر سبنسر صورًا تظهر آثار الدمار الذي خلفه الحريق، معربًا عن صدمته وحزنه، وموجهًا الشكر لفرق الإطفاء على جهودهم في احتواء الحريق.

ومن جانبه، أوضح آدي جرينو، المسؤول السابق عن حراسة الحيوانات في المزرعة، أن المبنى المتضرر تم هدمه بعد الحريق لدواعٍ تتعلق بالسلامة العامة.

وقد أثار الحادث موجة تعاطف واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لمحاسبة الجناة الذين أشعلوا الحريق، في واحدة من أبرز رموز الذاكرة الملكية البريطانية.

إرث عائلة سبنسر

تُعد مزرعة ألثورب المملوكة لعائلة سبنسر منذ القرن السادس عشر، أحد المعالم التاريخية المرتبطة بالعائلة الملكية البريطانية. 

وتقع المزرعة على مساحة تتجاوز 13 ألف فدان، وتضم جزيرة وسط بحيرة أوفال، حيث دُفنت الأميرة ديانا بعد وفاتها المأساوية في حادث سيارة بباريس عام 1997 عن عمر ناهز 36 عامًا.

وقد خُصصت الجزيرة لتكون ضريحًا خاصًا، لا يُسمح بزيارته للعامة، في حين جرى افتتاح "ألثورب هاوس" كنصب تذكاري للأميرة في عام 1998، ويستقطب سنويًا قرابة 150 ألف زائر.

وفي عام 2023، شهد الموقع تطويرات بيئية وزراعية، شملت زراعة 36 شجرة بلوط ترمز إلى عمر الأميرة عند وفاتها، بالإضافة إلى مئات من الورود وزنابق المياه البيضاء.

من دفاتر التاريخ

بحسب ما جاء في كتاب "Althorp" الذي ألفه تشارلز سبنسر، فإن اختيار دفن الأميرة في جزيرة أوفال كان بديلًا عن المقابر التقليدية للعائلة بكنيسة سانت ماري العذراء في جريت برينجتون، ليبقى المكان شاهدًا على حياة أميرة أحبها العالم ولا تزال ذكراها حاضرة في وجدان الملايين.