تحقيقات النيابة الإدارية تكشف إهمالاً جسيماً بقصري ثقافة الأقصر وقصر ثقافة الطفل

أجرت النيابة الإدارية بالأقصر، القسم الثاني، برئاسة المستشار عصام عبد اللطيف مدير النيابة، وبمشاركة المستشار مصطفى عليان رئيس النيابة، والمستشار مؤمن الشرقاوي وكيل النيابة، جولة ميدانية لتفقد الوضع داخل قصر ثقافة الطفل وقصر ثقافة الأقصر، في ضوء ما تم تداوله إعلاميًا من مخالفات خطيرة.

وكشفت المعاينة التي جرت ظهر اليوم عن وجود مخالفات جسيمة داخل قصر ثقافة الطفل، أبرزها غياب أي أعمال تطوير، ووجود كميات كبيرة من مخلفات الحفر، بالإضافة إلى حفرة يتجاوز عمقها 4 أمتار داخل إحدى غرف الطابق الأرضي يُشتبه بأنها ناتجة عن أعمال تنقيب غير مشروعة عن الآثار. وأكدت المعاينة أن هذه الحفرة امتدت إلى خارج المبنى، مما أدى إلى حدوث هبوط أرضي وحفرة قطرها نحو متر ونصف في الشارع المجاور.

وفي قصر ثقافة الأقصر، رصد فريق التحقيقات تراكم كميات كبيرة من المياه الجوفية داخل غرفة الكهرباء والمحولات، مما يشكل خطرًا داهمًا على سلامة المبنى والعاملين فيه، وسط غياب تام لإجراءات الصيانة والمعالجة.

بناءً على نتائج المعاينة، أمرت النيابة الإدارية بتشكيل لجنة فنية تضم مختصين من محافظة الأقصر وإقليم جنوب الصعيد الثقافي، لفحص الوقائع محل التحقيق وإعداد تقرير شامل يتضمن التوصيات الفنية لمعالجة هذه المخالفات.

تأتي هذه التحركات استجابة لتكليفات المستشار عبد الراضي صديق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، عقب رصد مركز الإعلام والرصد ما تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من مخالفات تم كشفها خلال زيارة وزير الثقافة الأخيرة للموقعين.

وتعكس هذه التحقيقات مدى خطورة الإهمال الإداري الذي طال منشآت ثقافية حيوية، كان يفترض أن تكون منارات تنويرية للأطفال والشباب، لكنها تحولت إلى مواقع تعاني من تدهور في البنية التحتية وشبهات استغلال غير قانوني، الأمر الذي يستدعي مساءلة ومحاسبة المسؤولين.