واشنطن تفاجئ نتنياهو: اقتراح نووي يسمح لإيران بالتخصيب داخل أراضيها

في تحول مثير ومفاجئ، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قدمت لطهران، يوم السبت، مقترحًا نوويًا جديدًا يسمح لها بمواصلة تخصيب محدود لليورانيوم منخفض النقاوة داخل أراضيها، وهو ما يُعد تراجعًا واضحًا عن المواقف الأمريكية المُعلنة، ويشكل صدمة قوية لحكومة بنيامين نتنياهو وحلفاء ترامب الجمهوريين.

المقترح الجديد الذي وصفه الموقع بـ"الاقتراح السري"، يتيح لإيران تخصيب اليورانيوم ضمن مستويات لا تتجاوز 3% لفترة زمنية محددة، على أن تلتزم طهران بعدم بناء منشآت تخصيب جديدة، وتفكيك البنية التحتية الحيوية لتحويل ومعالجة اليورانيوم. 

وهذه المرونة الأمريكية تُناقض تصريحات سابقة لكل من المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، واللذين أكدا مرارًا أن واشنطن لن تقبل بأي تخصيب داخل إيران وستطالب بتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني.

المقترح الذي تم تقديمه بشكل غير علني، يأتي في إطار ما وصفته مصادر "أكسيوس" بأنه "أفكار أولية" تمهّد لجولة جديدة من المحادثات مع طهران.

ويبدو أن واشنطن تسعى من خلال هذا العرض إلى فتح نافذة تفاهم دبلوماسي، حتى وإن خالف ذلك تعهدات الإدارة السابقة وشروط حلفائها.

ردود الفعل داخل الكونجرس لم تتأخر، إذ أعرب عشرات من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين عن قلقهم من احتمال تراجع واشنطن عن "الخطوط الحمراء" السابقة، والتي كانت تشمل وقفًا تامًا للتخصيب وتفكيك المنشآت النووية بالكامل، بينما ضغطت حكومة نتنياهو بدورها على إدارة ترامب لعدم تقديم أي تنازلات قد تمنح إيران شرعية نووية حتى ولو كانت محدودة.

ومن جانبها، علّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت على التقارير قائلة: "الرئيس ترامب كان واضحًا في موقفه بأن إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا". 

وأضافت أن المبعوث ويتكوف قدّم عرضًا مفصلًا يمكن لإيران قبوله، لكن الإدارة ترفض التعليق على تفاصيل المفاوضات احترامًا لسريتها.

وفي ضوء هذا المقترح، يبدو أن إدارة ترامب باتت مستعدة لقدر من المرونة في التعاطي مع الملف الإيراني، وهو ما يضع نتنياهو أمام معادلة جديدة لم تكن في حسبانه، ويعيد خلط أوراق التفاوض في الشرق الأوسط، مع احتمالات بفتح الطريق نحو اتفاق مرحلي قد لا يرضي جميع الأطراف، لكنه يُجنّب المنطقة تصعيدًا عسكريًا وشيكًا.