من غرفة العمليات إلى العناية المركزة.. مأساة سيدة تفارق الحياة بعد عملية تكميم

تحوّلت رغبة سيدة في تحسين نمط حياتها من خلال عملية جراحية إلى مأساة إنسانية، بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة عقب أيام من خضوعها لعملية تكميم معدة في أحد المستشفيات الخاصة، في واقعة أثارت الجدل وفتحت باب التحقيق في شبهة إهمال طبي جسيم.

بدأت القصة في الثامن من نوفمبر 2023، عندما دخلت السيدة "أماني محمد" إلى المستشفى لإجراء عملية تكميم معدة بالمنظار. وكانت جميع الفحوصات والتحاليل الطبية التي أجريت لها قبل العملية تؤكد تمتعها بصحة جيدة، دون وجود أمراض مزمنة أو تناول لأدوية بشكل منتظم.

ووفق ما ورد في أقوال الفريق الطبي، فإن الجراحة استغرقت نحو ساعة واحدة، وتمت بنجاح، وغادرت المريضة المستشفى في اليوم التالي بحالة مستقرة وفق تقرير الخروج.

غير أن الأمور سرعان ما انقلبت رأسًا على عقب، إذ عادت المريضة إلى المستشفى في 11 نوفمبر تعاني من تدهور حاد في حالتها الصحية، شمل هبوطًا في ضغط الدم، وفشلًا كلويًا، وخللًا حادًا في توازن الدم الحمضي. تم نقلها مباشرة إلى العناية المركزة، حيث رجّح الفريق الطبي حدوث تسريب أو تجمع دموي داخل الغشاء البريتوني، وهي من المضاعفات المعروفة لعمليات تكميم المعدة.

رغم التدخلات الطبية ومحاولة إجراء جراحة طارئة، تدهورت حالة السيدة أماني تدريجيًا. وفي صباح 13 نوفمبر، أعلنت وفاتها رسميًا بعد فشل محاولات الإنعاش القلبي، نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب.

وقد تقدمت أسرة المتوفاة ببلاغ رسمي إلى الجهات المختصة، تتهم فيه الطبيب المعالج بالإهمال الطبي، وتطالب بفتح تحقيق شامل في الواقعة ومحاسبة المسؤولين عن الخطأ الذي أودى بحياة ابنتهم.

تستمر التحقيقات حاليًا للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد ما إذا كانت هناك شبهة تقصير مهني، في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المطالبة بتشديد الرقابة على المنشآت الطبية الخاصة، وتفعيل إجراءات السلامة التي تسبق وتلي العمليات الجراحية.