ترامب: لو كنت مسؤول الحدود لاعتقلت حاكم كاليفورنيا

في تصعيد جديد للأزمة المتفاقمة حول ملف الهجرة، شهدت مدينة لوس أنجلوس، ثاني أكبر مدن الولايات المتحدة، احتجاجات واسعة ضد سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا سيما المداهمات التي تنفذها سلطات الهجرة. وأسفرت التظاهرات عن اعتقال أكثر من 56 شخصًا، بعد أن امتدت الاحتجاجات إلى أحد أكبر الطرق السريعة في المدينة.

ورغم الانتقادات الواسعة، لم يتراجع ترامب عن نهجه المتشدد، بل هدد باعتقال حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، مشيرًا إلى إمكانية نشر قوات من مشاة البحرية لدعم الحرس الوطني، في وقت ترفض فيه سلطات الولاية هذا التدخل وتخوض نزاعًا قانونيًا ضد الإدارة الفيدرالية.

وصرح مسؤول في البيت الأبيض، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام أمريكية، بأن الإدارة تعتبر هذه المواجهة مع ولاية ليبرالية بمثابة "انتصار سياسي"، مؤكدًا: "نحن سعداء بخوض هذه المعركة، فهي قضية رابحة للرئيس".

ومن جهتها، وصفت نائبة الرئيس السابقة، كامالا هاريس، المقيمة في لوس أنجلوس، تحركات إدارة ترامب بأنها "لا علاقة لها بالسلامة العامة، بل تهدف إلى تأجيج الخوف لأغراض سياسية".

ورغم هذا الهجوم الواسع، يدافع حلفاء ترامب عن تحركاته، مشيرين إلى أن تشديد سياسات الهجرة كان محور حملته الانتخابية، ويُنظر إليه على أنه وفاء بالوعود التي قطعها للناخبين. وقال أحد مستشاريه: "هذا ما صوتت له أمريكا... إنه جوهر سياسة أمريكا أولاً".

وفي حين انتقد حاكم الولاية غافين نيوسوم وعمدة لوس أنجلوس، كارين باس، نشر الحرس الوطني ووصفوه بأنه تصعيد غير مبرر، صعد ترامب لهجته مهددًا باعتقال نيوسوم، واصفًا المتظاهرين بـ"المحرضين والمتمردين الذين يجب زجهم في السجن".

وأكدت القيادة الشمالية الأمريكية، أنها نشرت نحو 700 من قوات مشاة البحرية، تلقوا تدريبًا على السيطرة على الحشود، مشيرة إلى أن وجودهم يأتي دعمًا للأمن دون توضيح إن كانوا سينتشرون ميدانيًا أم سيبقون في حالة تأهب.

وفي تطور لافت، قال ترامب للصحفيين عقب عودته من عطلة نهاية الأسبوع في كامب ديفيد: "لو كنت مكان مسؤول الحدود، كنت سأعتقل نيوسوم. أعتقد أنه قرار رائع".

ورد حاكم كاليفورنيا سريعًا، بنشر فيديو لتصريحات ترامب، قال فيه: "رئيس الولايات المتحدة يدعو لاعتقال حاكم ولاية... هذا يوم كنت أتمنى ألا أراه في أمريكا. ما حدث تخطٍ واضح للحدود نحو الاستبداد".

وأضاف على منصة "إكس": "هذه أفعال ديكتاتور، لا رئيس منتخب".