مختار غباشي لـ"مصر الآن": الضربة الإسرائيلية لإيران استهدفت كرامتها.. والرد قادم لا محالة

أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح خاص لموقع "مصر الآن"، أن الضربة الجوية التي شنتها إسرائيل داخل العمق الإيراني فجر الجمعة، تُعد من أخطر الضربات العسكرية التي تتعرض لها إيران منذ سنوات، مشيرًا إلى أنها استهدفت بشكل مباشر "رموزًا للكرامة الإيرانية"، من قيادات عسكرية وعلمية بارزة.

وأوضح غباشي أن الضربة أصابت نحو 20 عالمًا إيرانيًا متخصصين في المجال النووي، بالإضافة إلى عدد من كبار القادة، منهم رئيس الأركان، وقائد الحرس الثوري، وقائد القوات الجوية بالحرس، إلى جانب قيادات ميدانية مهمة. كما استهدفت الغارات أحد أهم معامل الأبحاث النووية والعلمية في الداخل الإيراني.

وأضاف: "هذا الاستهداف المباشر لمراكز القرار والبحث النووي في إيران لا يمكن أن يمر دون رد، خاصة في ظل الأنباء التي تشير إلى أن بعض العمليات تمت من داخل الأراضي الإيرانية، ما يمثل إهانة كبيرة للسيادة والكرامة الوطنية الإيرانية".

وتابع نائب رئيس المركز العربي للدراسات: "الوضع في المنطقة الآن بالغ الحساسية، الكل على أهبة الاستعداد، والجميع يترقب طبيعة الرد الإيراني، في ظل حالة استنفار إقليمي ودولي غير مسبوقة، خاصة أن أي رد قد يمر عبر أجواء دول مجاورة، ما يهدد بخلق توترات واسعة في العلاقات، كما رأينا مؤخرًا في الموقف الأردني حين تصدى لمسيرات إيرانية".

وفيما يتعلق بالتحركات المصرية فور وقوع الهجوم، أشار غباشي إلى أن رد الفعل الرسمي جاء سريعًا، إذ أعلن رئيس مجلس الوزراء عن بدء اجتماعات لمتابعة الموقف وتنسيق إجراءات التأمين، كما أصدرت هيئة الطاقة النووية بيانًا أكدت فيه عدم وجود أي تسرب إشعاعي داخل مصر.

وأكد أن "مصر تتحرك من منطلق مسؤولية إقليمية وحرص على الاستعداد لأي سيناريو محتمل قد يُؤثر على الأمن القومي، أو على حركة التجارة الدولية، أو على سلاسل الإمداد الحيوية التي تعتمد عليها الدولة المصرية بشكل أساسي".

وبخصوص التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي حذر فيها طهران من أن القادم سيكون أسوأ ما لم توقّع الاتفاق النووي، قال غباشي: "الولايات المتحدة متورطة بشكل كبير في هذا التصعيد، ولا يمكن تصور أن تقوم إسرائيل بهذه العملية دون تنسيق مسبق مع واشنطن، التي تمثل الداعم الرئيسي لها".

وختم تصريحه بالتأكيد على أن "الرد الإيراني قد لا يقتصر فقط على إسرائيل، بل قد يمتد إلى المصالح الأمريكية في المنطقة، وهو ما ينذر بمزيد من التصعيد والتعقيد في المشهد الإقليمي".