20% من نفط العالم في خطر.. ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟

يثير احتمال قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز كإجراء انتقامي على ضربات أمريكية محتملة لمواقعها النووية، حالة من القلق الدولي، باعتباره من أكثر الممرات الملاحية ازدحامًا بشحنات النفط في العالم.

ويمر عبر المضيق الواقع في الخليج العربي نحو 20% من إمدادات النفط والغاز العالمية، ما يعني أن تعطيله قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية، وارتفاع كبير في أسعار النفط، وتضخم في أسعار السلع والخدمات، خاصة لدى كبار المستوردين مثل الصين والهند واليابان.

ويُعد مضيق هرمز أحد أهم نقاط الاختناق البحرية عالميًا، حيث يربط بين الخليج العربي وخليج عُمان، ويبلغ عرضه نحو 50 كم عند المدخل والمخرج، ويضيق إلى 33 كم في أضيق نقطة. وتستخدمه دول الخليج، مثل السعودية والإمارات والكويت والعراق وقطر، لتصدير النفط والغاز.

وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، عبر المضيق نحو 20 مليون برميل يوميًا في النصف الأول من 2023، ما يعادل تجارة سنوية تقارب 600 مليار دولار. وتذهب 82% من هذه الكمية إلى آسيا.

وفي حال إغلاق المضيق، تتوقع تقارير أن ترتفع أسعار النفط وتتراجع بورصات عالمية، إضافة إلى تهديد مصالح اقتصادات كبرى، من بينها اقتصادات دول الخليج ذاتها، التي تعتمد بشكل أساسي على تصدير الطاقة.

ورغم أن إيران لم تنفذ تهديداتها السابقة بإغلاق المضيق، إلا أن تصاعد التوترات يجعل السيناريو أكثر واقعية هذه المرة، وفق مراقبين، خاصة إذا لجأت طهران إلى استخدام الألغام أو استهداف السفن.

ويرى محللون أن إقدام إيران على هذه الخطوة قد يُعد انتحارًا اقتصاديًا، ويضعها في مواجهة مباشرة مع الصين، أكبر مستورد للنفط الإيراني، ويعرضها لعزلة أشد.

وقد عملت بعض دول الخليج على تطوير بدائل لتقليل الاعتماد على المضيق، مثل خط أنابيب السعودية شرق-غرب، وخط الفجيرة في الإمارات، وخط "جاسك" الإيراني. ومع ذلك، فإن هذه البدائل لا تزال غير كافية لنقل أكثر من 15% فقط من الكمية التي تمر يوميًا عبر المضيق.