دار الإفتاء المصرية: التوسعة على الأهل يوم عاشوراء سُنّة نبوية مؤكدة اتفقت عليها المذاهب الأربعة

مع اقتراب يوم عاشوراء، والذي يوافق هذا العام السبت 5 يوليو 2025، أكدت دار الإفتاء المصرية أن التوسعة على الأهل والعيال في هذا اليوم المبارك سنة نبوية ثابتة، وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجرى العمل بها بين الصحابة والسلف الصالح، وأجمع عليها فقهاء المذاهب السنية الأربعة دون خلاف.

جاء ذلك ردًا على استفسار وُجّه إلى الدار عبر موقعها الرسمي حول مدى صحة التوسعة في يوم عاشوراء، خاصة في ظل ما يردده البعض من إنكار أو تشكيك في هذه السنة، وزعمهم أن الأحاديث الواردة فيها غير صحيحة. وأوضحت الإفتاء أن هذه الأقوال لا يُعتد بها، وأن جمهور الأمة اتبع هذا النهج عبر مختلف العصور والأمصار.

وأشارت الدار إلى أن علماء كبار من مختلف المذاهب أكدوا استحباب التوسعة، من بينهم الحافظ العيني الحنفي، الذي وصف عاشوراء بأنه "يوم عظيم معلوم القدر عند الأنبياء عليهم السلام، والنفقة فيه مخلوفة"، كما أورد حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في هذا السياق.

كما نقلت عن العلامة ابن عابدين الحنفي قوله: "حديث التوسعة ثابت صحيح"، وفق ما أورده السيوطي في كتابه "الدرر".

في السياق ذاته، ذكر الإمام ابن العربي المالكي في شرحه لموطأ مالك أن التوسعة على الأهل يوم عاشوراء سنة مأجورة باتفاق العلماء، وقال إن من أنفق فيه ابتغاء وجه الله فإن الله يخلف عليه بعشر أضعاف ما أنفقه.

وأعادت دار الإفتاء التأكيد على أن هذه السنة ليست فقط موضع اتفاق بين علماء الإسلام، بل هي أيضًا تجسيد عملي لقيم التراحم والمودة داخل الأسرة، في يوم يحمل رمزية دينية وتاريخية عظيمة في ذاكرة الأمة الإسلامية.