الثلاثاء 1 يوليو 2025 | 12:40 ص

الاتحاد الأوروبي يناور تجارياً نحو آسيا لمواجهة التصعيد الأمريكي ويبحث تحالفاً مع تكتل المحيط الهادئ

شارك الان

في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، يتجه الاتحاد الأوروبي شرقاً نحو آسيا والمحيط الهادئ لتعزيز تحالفات بديلة، في مسعى لحماية النظام التجاري القائم على القواعد وتجاوز حالة الجمود التي تعاني منها منظمة التجارة العالمية.

وتأتي هذه الخطوة رداً مباشراً على التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% بدءاً من 9 يوليو المقبل، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع الاتحاد الأوروبي.

وتبنت المفوضية الأوروبية، بقيادة أورسولا فون دير لاين، استراتيجية تهدف إلى توثيق التعاون مع دول "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ" (CPTPP) الذي يضم 12 دولة منها اليابان وأستراليا وكندا والمكسيك.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فإن هذا التوجه يعكس تحولاً استراتيجياً أوروبياً نحو تنويع الشراكات التجارية وتقليص الاعتماد على واشنطن، وسط تعطّل مؤسسات النظام التجاري الدولي.

ويمثل الاتحاد الأوروبي وتكتل CPTPP معاً 39 دولة، ويشكلان نحو 30% من إجمالي التجارة العالمية.

واعتبرت فون دير لاين أن "التحالف القائم على القيم المشتركة" يمكن أن يمهّد الطريق لإصلاح، أو حتى استبدال، منظمة التجارة العالمية، التي تعاني من شلل مؤسسي منذ سنوات، في ظل تعثر الإصلاحات ورفض أمريكي للمشاركة فيها.

وخلال القمة الأخيرة للمجلس الأوروبي، صرّحت فون دير لاين: "نريد أن نُظهر للعالم أن التجارة الحرة المنظمة ممكنة بين عدد كبير من الدول على أساس قواعد واضحة". وأكدت أن CPTPP والاتحاد الأوروبي يشكلان معاً "قوة هائلة" تستحق التعاون الجاد.

ويقترح عدد من كبار المفاوضين التجاريين السابقين، من بينهم النيوزيلندي تيم غروسر، والكندي ستيف فيرهيول، والأوروبي جون كلارك، البدء باتفاق "تجميد" (Standstill Agreement) بين دول الاتحاد الأوروبي وCPTPP للحفاظ على انفتاح الأسواق، وإرسال رسالة قوية إلى واشنطن بشأن تمسك الشركاء التقليديين بنظام التجارة المتعددة الأطراف.

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP) عام 2017 بقرار من إدارة دونالد ترامب، على الرغم من أن إدارة أوباما كانت بصدد توقيعه. وفي هذا السياق، قالت فون دير لاين: "الأميركيون غادروا في مرحلة ما، والكرة الآن في ملعب التكتلين إذا أرادا فتح الباب لهم مستقبلاً".

من جانبه، شدد المفاوض الأوروبي السابق إغناسيو غارسيا بيرسيرو على أهمية عدم إغلاق الباب نهائياً أمام واشنطن، لكنه دعا إلى "مواصلة المضي قدماً إذا لم تكن الولايات المتحدة مستعدة للعودة إلى النظام القائم على القواعد".

وفي السياق ذاته، أعلنت حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، التي انضمت إلى CPTPP في ديسمبر الماضي، دعمها للتوجه الأوروبي الجديد.

وأكد ستارمر خلال إطلاق الاستراتيجية التجارية الأولى لبريطانيا بعد "بريكست": "نبحث مع شركائنا الآسيويين كيف نتاجر معاً بشكل أكثر سلاسة وكفاءة".

وبدأت فون دير لاين فعلياً اتصالات مع قادة دول CPTPP، وأصدرت هذا الأسبوع بياناً مشتركاً مع رئيس وزراء نيوزيلندا كريستوفر لاكسون، أعلنا فيه تأييدهما لإطلاق حوار رسمي بين الاتحاد الأوروبي والتكتل الآسيوي "في أقرب وقت ممكن"، تماشياً مع توصيات وزراء CPTPP خلال اجتماعهم في جزيرة جيجو الكورية في مايو الماضي.

وكشف مسؤول أوروبي، طلب عدم ذكر اسمه، أن اجتماعاً وزارياً بين الاتحاد الأوروبي ودول CPTPP يُخطط لعقده في يوليو المقبل، موضحاً أن "الاتحاد الأوروبي لا ينضم رسمياً إلى CPTPP، بل يسعى إلى إقامة شراكة استراتيجية بين التكتلين".


استطلاع راى

هل تؤيد منح مهلة انتقالية للمستأجرين قبل تنفيذ أي تعديل في قانون الإيجار القديم؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 4600 جنيهًا
سعر الدولار 50.59 جنيهًا
سعر الريال 13.52 جنيهًا